من المحزن والمؤلم أن تصل قيادات النظام القطري إلى هذا المنحى العبثي والسقيم في سياساتها، وتمنع حجاجها من أداء مناسك الحج الذي يعتبر أحد أركان الإسلام، ومن الفخر والاعتزاز لنا كسعوديين وعرب ومسلمين أن تستضيف قيادتنا في السعودية الحجاج القطريين معززين مكرمين بين أهلهم وعشيرتهم، لينكشف القناع عن زيف وكذب النظام القطري الذي أصبح محل سخرية وتندر في جميع الأوساط بعد أن منع الحجاج وانسلّ. ويجب على النظام القطري أن يعي جيدا ونحن على مقربة من موسم الحج أن العبث بأمن الحج سيواجه برد موجع وقاس، خصوصاً أن السعودية أرسلت رسائل قوية بحرصها على استضافة الحجاج القطريين. وما صدر على لسان مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني القطرية، أن بلاده لم ترفض السماح لطيران الخطوط السعودية بنقل الحجاج القطريين، كان مستغربا ومفاجئا لأن مثل هذه التصريحات تدين النظام القطري نفسه لأن المملكة العربية السعودية سخرت طائراتها واتبعت الإجراءات القانونية المعروفة عالميا نصا وروحا، وليس لديها ما تخفيه في هذا الأمر، وإذا قررت السعودية على سيبل المثال اتخاذ أي إجراءات أخرى ضد قطر، فلديها الشجاعة في الإعلان لأنها دولة ذات مسؤولية تكاملية ولا تخشى أحدا خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأمن الحجاج. الخطوط الجوية السعودية أدت دورها ونفذت تعليمات القيادة السعودية، وأعلنت أن السلطات القطرية لم تسمح لها بعد بالهبوط في الأراضي القطرية لنقل الحجاج القطريين، حسب التسهيلات التي أمر بها الملك سلمان بن عبدالعزيز لحجاج قطر، إذ إن الخطوط السعودية خاطبت السلطات القطرية بطلب التصريح لرحلاتها المخصصة لنقل الحجاج القطريين، التي تمت جدولتها فور صدور توجيه الملك سلمان، بعد «وساطة» الشيخ القطري عبدالله بن علي آل ثاني. السعودية دولة تتحمل مسؤولياتها الإسلامية والعربية والخليجية وتلعب دورا في إرساء السلم والأمن العالمي وترفض العبث بمقدرات الأمة ومحاولة المساس بالأمن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي.. ونحن على مقربة من بدء موسم الحج سيكون الرد موجعا وقاسيا ضد أي جهة أو دولة تحاول العبث بأمن الحج، لأن السعودية لن تتساهل مع أي محاولات لزعزعة أمن الحجاج. وليس هناك شك في أن تفاعل الملك سلمان ونائبه الأمير محمد بن سلمان مع وساطة الشيخ عبدالله جاءت سريعة، خصوصاً أنه لم يتم الاكتفاء باستضافة الحجاج القطريين فقط بل أمر بإنشاء غرفة عمليات خاصة تعمل على مدار الساعة لخدمة الحجاج القطريين. السعودية مستمرة في إجراءاتها لإنهاء استقبال الحجاح القطريين من منفذ سلوى بكل يسر وسهولة. هذه هي إنسانية سلمان أعمق من المحيط وتعانق السماء.. وإن شاء الله العزم يجمعنا في موسم الحج.