سبعة عشر عاماً مضت من غير طلال مداح، دون أن تنضب أشجانه أو يكف معين ذكراه، مضت ومازال راسياً في ذاكرة محبيه، ماثلاً في حنايا متذوقي الطرب الأصيل، رحل ومازالت تدق أغانيه نواقيس أشجانهم وعواطفهم فيسيرهم حنينهم إليه. كيف مرت الذكرى السابعة عشرة على سكوت الأرض وفقدان صوتها. المخرج السعودي محمود صباغ استحضر ذكرى طلال مداح باقتراح مهم، فوسم مغرداً «ليت من يعلن عن مشروع ثقافي وطني يوثّق موروثه السمعي الكامل، على غرار ما فعلت مكتبة الإسكندرية مع سيّد درويش»، بينما عاتب الناقد الفني يحيى زريقان في ذكرى رحيل طلال مداح وسائل الإعلام المحلية والعربية، وقال «صمت وغياب لقنواتنا قاطبة، عدا قناة وناسة وروتانا وإذاعة mbc-fm التي سجلت موقفا إيجابيا على مدارالسنوات الماضية»، ونشر مجموعة من أعمال الراحل وقراءة نقدية له عن مسيرة طلال الفنية والإنسانية قدمها في جمعية الثقافة والفنون بجدة. وكتب الباحث الموسيقي والمعد التلفزيوني سعيد البكري عن الراحل «كان طلال يُضيء الفن بأغنياته، وضع في كل مكان نجمة لها بريق لا ينطفئ، هكذا هي أغاني طلال وُجدت لتبقى». وشارك مغردون خلال الأسبوع في وسم عن الراحل طلال مداح تناولوا فيه أهم أغانيه وأعماله، واستعادوا الكثير من المقاطع التي يتحدث فيها عن مسيرته الفنية وعن علاقته بنجوم الفن طيلة مشواره الذي امتد لسنوات طويلة. وكان طلال مداح (رحمه الله) قد توفي في أغسطس عام 2000 على مسرح المفتاحة بينما كان يؤدي وصلته الغنائية في مهرجان أبها الصيفي، متأثراً بنوبة قلبية فاجأته وهو يغني «الله يرد خطاك لدروب خلانك». وحمل ألقابا عدة أشهرها «قيثارة الشرق» و«صوت الأرض»، وصنفته الساحة الفنية رائد الحداثة في الأغنية السعودية.