وسط حضور أمني كثيف، شهد مسرح مركز الملك فهد الثقافي أمسية فنية بمناسبة الذكرى ال12 على وفاة الفنان الكبير طلال مداح، إذ تحدث خلال الأمسية الملحن الدكتور عدنان خوج الذي حصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة (السربون) الفرنسية في فن طلال مداح وهي نفس الأطروحة التي تقدم بها خوج لإحدى الجامعات بالقاهرة وتم رفضها بداعي أن الرسالة لا تحمل اسم فنان مصري وأن الرسالة هذه لا بد أن تقدم في إحدى الجامعات السعودية، والرسالة كانت بمباركة من الراحل طلال مداح وكان حريصًا عليها وعلى مراجعتها لكن المنية وافته قبل أن يراجعها. وخلال الأمسية التي أدارها الزميل يحيى زريقان وشهدها مجموعة بسيطة من الحضور لم يتجاوزوا ال160 شخصًا، قال عدنان خوج: إن الراحل طلال مداح طوَّر في الأغنية السعودية بأغنية (وردك يا زارع الورد)، حيث كانت مكبلهة، كما أن طلال كان فنه منتشرًا في جميع أصقاع الوطن العربي في تونس والمغرب والسودان في ذاك الزمان، وافتخر الملحن عدنان خوج خلال الأمسية بأن الراحل كان يعتمد عليه بشكل كبير في التنفيذ الموسيقي لمعظم أعمال الراحل طلال مداح. ومن المواقف التي ميَّزت طلال مداح وقدرته الفنية قال خوج: إنه كان يرافق الفنان طلال في إحدى رحلاته بالقاهرة وأثناء استعدادهم لعمل بروفات لإحدى الحفلات طلب الراحل من الفرقة أن تنوت الأغاني التي سوف تغنى خلال الحفل إلا أن الفرقة رفضت بداعي أن جمل أغاني الفنان طلال سهلة جدًا، لكن طلال لم يتجاهل الأمر وأوقع الفرقة الموسيقية في حرج كبير بعد أن طلب منهم عمل جملة موسيقية صعبة أرغمت الفرقة للاستعانة به لتنويتها. وحول الجانب الإنساني قال خوج: إن طلال مداح كان يبحث عمّا يخدم الناس ويكون لهم مناصرًا في معظم المواقف، ومما يميز طلال مداح (والحديث لعدنان خوج) أن صوته يخلد الأغاني ويجعل لها مكانًا في خريطة الفني العربي، وكان الراحل طلال خلال مسيرته الفنية يخدم جميع الفنانين ويقدم لهم الاستشارة والعون سواء كان الفنان كبيرًا أم صغيرًا، ومن بين هؤلاء الفنانين فنان العرب محمد عبده (حسبما يقول خوج). وأضاف الدكتور عدنان خوج في حديثه أن بداية انطلاقة الراحل طلال مداح كانت مع أغنية (وردك يا زارع الورد) وهي كانت مسجلة في إذاعة جدة قبل وجود التلفزيون، وحاليًا نعمل على تجديدها في استوديوهات القاهرة وسترى النور قريبًا. وأردف خوج أن الفنان طلال لم يكن متكبرًا بل كان يغني لجميع الفنانين الكبار والصغار ومن بين من غنى لهم من الكبار الفنان حسن جاوا وطارق عبدالحكيم ومحمد حسن سندي، وبهذا يعدُّ طلال من مجددي الأغنية السعودية. وحول علاقة الراحل بالصحافة قال: إنها علاقة وطيدة جدًا وأنا شخصيًا تعرفت على رجالات الإعلام من خلال قربي من طلال لأن تواصله بالإعلام متين وقوي. وخلال الأمسية أعلن الزميل يحيى زريقان أن الدكتور محمد الرصيص تكفل بطباعة رسالة الدكتوراه الخاصة بالملحن عدنان خوج حول فن الراحل طلال مداح باللغة العربية الفصحى. وبعد المحاضرة قدمت فرقة موسيقية مقطوعات غنائية للراحل طلال مداح منها أغنية (بسكات) و(إشارة) و(تصدق و(لا احلف لك) و(يازارع الورد) و(أنا راجع) و (ظالم) و(اليوم يمكن تقولي). وحضر الأمسية الفنان خالد سامي والمخرج خالد الطخيم ورئيس جمعية الثقافة والفنون محمد الغامدي.