قبلة يضعها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على جبين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كل مناسبة يلتقيان فيها، تختصر كل الكلمات والمشاهد والتحليلات السياسية، لتؤكد تعاضد قادة البلدين، والسير في الطريق نفسه، وعنوانا عريضا «عيال زايد يسيرون على نهج والدهم في علاقته وأخوته للمملكة وقادتها وشعبها». ويوما بعد آخر يثبت الإماراتيون، أو كما يلقبون «عيال زايد»، أنهم الحليف والشقيق للسعوديين منذ أعوام طويلة، ولعل الأحداث التي مرت بها المنطقة خير دليل على عمق العلاقة بين البلدين، من خلال تطابق الرؤى بينهما، إذ إنه مع وتيرة الأحداث السياسية التي تعصف بالعالم العربي والإسلامي لم يتضاد البلدان في التوجهات، بل كانت آراؤهما وقراراتهما متطابقتين، ويعيشان نفس المصير، للوصول إلى ما يخدم الأمة الإسلامية والعربية والخليجية. وتزداد العلاقة والأخوة بين السعودية والإمارات كلما اشتدت الأحداث، كما حدث في مصر، حينما وقف البلدان مع الشعب المصري في أكثر من مرة لإخراجه من أزمته، وهو ما نجح فيه الشقيقان الخليجيان، وكذلك نهضت السعودية ومعها الإمارات لإنقاذ الشعب اليمني من ميليشيات الحوثي وعفاش، عبر تقديمهما الدعم العسكري والإغاثي لليمنيين، واستمرار «عاصفة الحزم»، و«إعادة الأمل» لنجدة المستضعفين في اليمن من سطوة الحوثيين، وحققا تقدماً كبيراً في العمليات العسكرية في المحافظات اليمنية، من خلال استعادة معظمها للشرعية اليمنية. وفي الأحداث الخليجية الحالية التي نجم عنها قطع علاقة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) الدبلوماسية مع قطر لدعمها الإرهاب، يؤكد المسؤولون الإماراتيون أن حل الأزمة في الرياض وليس في غيرها، احتراماً من «عيال زايد» لأشقائهم في المملكة العربية السعودية، ودليلاً على الثقة المتبادلة بين البلدين، وشاهداً على أن المصير واحد، والقرار مشترك بينهما، كما أن مدن الإمارات مقصد رئيسي للسياح السعوديين، كونهم يشعرون بالطمأنينة والأمان، وكأنهم في بلدهم، ولما يمتاز به «عيال زايد» من حسن الاستقبال والضيافة للخليجيين عامة، والسعوديين خاصة.