تكللت حملة التحركات الدولية المكثفة التي قادتها الدبلوماسية السعودية مع قادة دول العالم، لإرغام الاحتلال على التراجع عن قراراته الجائرة في حق المسجد الأقصى المبارك، برضوخ إسرائيل للضغوط الداخلية والدولية المنتقدة لإجراءاتها المقيدة لدخول المصلين إلى الأقصى، وأزالت فجر أمس (الخميس) كل أجهزة الفحص الأمني التي كانت قد وضعتها هذا الشهر عند مداخل الأقصى، سعيا لتخفيف حدة التوترات السياسية والدينية التي أثارتها في مسعاها لتغيير الوضع القائم البالغ الحساسية في المنطقة الذي يحكم حركة التنقل وممارسة الشعائر الدينية منذ عشرات السنين. ورغم إعلان إسرائيل إزالة كل العوائق من محيط الأقصى، إلا أنها استمرت في غلق ستة أبواب من أبواب الأقصى، ولم تفتح سوى ثلاثة فقط: هي باب المجلس، وباب الأسباط، وباب السلسلة، ما دفع المقدسيين إلى المطالبة بإعادة فتح باب حطة والسماح بدخول المصلين منه. في سياق ذلك، احتفلت جموع غفيرة من الفلسطينيين في القدس عقب تأدية صلاة الظهر أمس في محيط الأقصى، بإزالة إسرائيل للجسور والممرات الحديدية الأرضية وقواعد الكاميرات التي ثبتت أخيرا على أبواب الأقصى. وأدى أكثر من مئة ألف مصلٍ صلاة العصر في المسجد الأقصى أمس (الخميس) بعد أن دخلوه مكبرين مهللين استجابة لدعوة المرجعيات الدينية إلى المصلين في القدس والداخل وكل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى، إلى الدخول لباحات المسجد مكبرين مهللين. ومن جهته، طالب خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري جماهير الشعب الفلسطيني «بالاستمرار بالحشد نحو المسجد الأقصى، لتحقيق المزيد من الانتصارات. وكان رئيس مجلس الأوقاف عبدالعظيم سلهب قد قال أمس: «إن تقرير اللجنة الفنية أظهر أن كل المعيقات التي وضعتها سلطات الاحتلال قد أزيلت». ونشأت التوترات في القدس بعد وضع إسرائيل أجهزة لكشف المعادن وكاميرات مراقبة واتخذت إجراءات أمنية أخرى في أعقاب الهجوم الذي وقع يوم 14 يوليو، وأودى بحياة شرطيين إسرائيليين، ثم أزالت الأجهزة بالفعل أملاً في تهدئة الأوضاع بعد احتجاجات عنيفة على مدى 10 أيام، إلا أنها أبقت على إجراءات أمنية أخرى منها كاميرات مراقبة وبوابات معدنية مما أثار غضب الفلسطينيين قيادة وشعبا ودفعهم للدعوة إلى «يوم غضب» اليوم الجمعة.