يقال إن الأولين لا يقدمون نصائح مجانية وكان الناس يشترون النصائح، لذلك كان يقال إن «النصيحة بجمل»، ولكن الآن لن يشتري منك أحد أي نصيحة لا بجمل ولا بجربوع، وقد لا يقبلها منك حتى لو كانت بالمجان ودون أي مقابل، واليوم سأقدم نصيحتين لمن يفهم فقط. ولكنني سأقدم نصيحتي لأهل قطر وللعقلاء منهم تحديدا، فقد انتشر مقطع تلفزيوني للمدعو فيصل القاسم وهو يتبجح بأن لديه جوازا بريطانيا ولا يهمه لو غضب من غضب مما قدم أو سيقدم، وحتما أنه سيفعل كما فعل شخص قد لا يعرفه أغلب أهل قطر. إنه المدعو «فاروق منجونه» صاحب كتاب «قطر بنت آل ثاني»، وعليهم أن يبحثوا عن ذلك الكتاب ويعرفوا كم الشتائم التي كالها لهم رغم أنه عمل لديهم فترة من الزمن ولكن لم يثمر فيه خيرهم، وهذا ما سيفعله كل إعلامي من غير أهل البلد. ونصيحتي المجانية الثانية هي قصة حقيقية حدثت أمامي، وهي حكمة رجل كبير بالسن حين عرف أن ابنه قد خاصم أبناء عمومته، فقال له هل تعرف جدول الجمع والطرح، فقال له عليك أن تحسب خصامك مع من خاصمتهم بحسبة الربح والخسارة. فسأله كم أبناء عمك فقال له ستة أشخاص، فقال له ببعدك عنهم كم خسروا هم فقال له واحدا، فسأله وأنت كم خسرت فقال له خسرت ستة، فسأله من هو الخاسر الأكبر، ولأن ذلك الابن كان عاقلا فقرر أن يعود إلى رشده ولا يخسر أبناء عمومته. أدام من تعلم من النصائح المجانية، ولا دام من أخذ بنصائح من يريد الخراب ليتكسب بها ومن ثم يشتمكم... * كاتب كويتي