لم أكن أعرف أو أصدق بأن هناك خوفا مرضيا وهميا من السعودية، حتى رأيت الحالة القطرية. هذه الحالة التي تعاني من هذه الفوبيا، رفعت الغطاء عن ذاتها وما تعانيه من هذا الخوف أمام كل العالم دون مواربة، فما كادت تعلن عن تصريحات، تعتقد أنها من قبل ومن بعد «سيادية» حتى أصابها الارتباك ومستها هذه الحالة «السعوديفوبيا» بعنف لتنكر ما أعلنته وتدعي أن هذا لم يكن ليحدث لولا اختراق خارجي حصل لموقع وكالة الأنباء الرسمية للدولة، وأن ذلك تم بغير إرادتها، مع العلم أنه بعد أن هدأت قليلا من ذلك الرهاب «السعوديفوبي» عادت لتصرح بذات الكلام حول الخوف على «سيادتها» و«الوصاية» السعودية عليها وعلاقاتها الخارجية، المضر بعضها بالتعاون والوحدة الخليجية والعربية المشتركة. من هذه الحالة القطرية، توقعت أنه ربما تكون «السعوديفوبيا» قد أصابت أكثر من دولة، وبدأت أفسر العديد من الأحداث الغامضة في المنطقة وفق هذا السياق. وبالمناسبة ف«السعوديفوبيا» هي حالة مرضية غير عقلانية ينتج عنها رعب وشك وخوف بعض الدول والأنظمة وربما الأفراد من المارد السعودي العملاق جغرافيا وثقافيا واقتصاديا، وتوقع أهداف غير حقيقية للسياسات السعودية والعلاقات مع هذه الدول. وإذا ما تأصلت «السعوديفوبيا» في دولة أو نظام ما، كما في الحالة القطرية الراهنة، فلا يمكن الخلاص منها إلا بالعلاج، لأنها حالة وهمية تشل التفكير ولا تصدق أبدا إلا ما يؤكدها مهما كانت الحقائق والدلائل التي تشير إلى عكس ذلك. وحتى تتمكن الأنظمة والدول المصابة بهذا المرض النفسي من التخلص منه فلا أعتقد أننا بحاجة لمعجزة، بل الأمر أبسط من ذلك، فقراءة الواقع هو العلاج ولا شيء أصدق من الواقع. فالواقع يثبت أن السعودية لم يكن لها أي مطمع وليست بحاجة إلى أي دعم مادي أو توسع جغرافي، فلديها ما يكفي ويفيض، كما أن المملكة تعطي أكثر مما تأخذ عند تدخلها الإيجابي في شأن ما، فكم خسرت وتخسر في تدخلاتها الإيجابية والحاسمة، كما في استرداد الكويت ووحدة البحرين والتئام لبنان واستقرار مصر وشرعية اليمن ووحدته، وغير ذلك من الدعم اللامحدود لوحدة الصف الخليجي والعربي والإسلامي واستقرار الأمن والسلام العالمي.