أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب، أن العيد هبة الله سبحانه لعباده ليفرحوا ويوسعوا على أنفسهم وأهليهم، حاثا المسلمين على أداء صلاة العيد واصطحاب الأولاد والنساء، فهي شعيرة ظاهرة من شعائر المسلمين، ويسن التكبير ليلة العيد وصبيحة العيد حتى يدخل الخطيب ويجهر بالتكبير في الطرقات والأسواق. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس أن المقصود بفرحة الفطر هي عيد الفطر، لذلك شرع الله عز وجل لبس الجديد وفعل ما يبهج في غير معصية الله، فإظهار السرور في الأعياد من شعائر هذا الدين ويغتفر فيه من الانبساط ما لا يكون في غيره. وبين أن الله سبحانه وتعالى فرض زكاة الفطر وهي واجبة بالإجماع على القادر عن نفسه وعمن يعول، وهي وجه مشرق في محاسن الدين العظيم، إذ العيد للغني والفقير والواجد والمعدم، داعياً المسلمين إلى أدائها لمستحقيها ومقدارها صاع من تمر أو شعير أو طعام من غالب قوت البلد كالبر والأرز، وتخرج في بلد الصائم ويجوز نقلها لبلد أهلها أكثر حاجة. وأبان الشيخ آل طالب أن الخواتيم ميراث السوابق، فمن كانت حياته في الطاعة فترجى له الخواتيم الحسنة، ومن كان مقيماً على المعاصي فإنه يخشى عليه، مشيراً إلى أن ختام كل عمل هو تاجه ورتاجه. وفي المدينةالمنورة، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي من الاغترار بالنفس والإعجاب بالعمل واستكثاره، مبينا أنها من أشد عقبات القبول، مبينا أن التربية الإيمانية تحد من الزهو والعجب بالنفس وتجعل المؤمن دائم الافتقار إلى ربه. ولفت إلى أن انقضاء شهر رمضان لا يعني انقضاء فضل القيام، فهو في كل حين، فمن وفقه الله هو من قوى غرسه بالمداومة على الطاعة، قال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر)، مبينا أن رمضان مدرسة وموعظة يتعلم المرء فيها الخضوع لله والقلوب تخشع لله في هذا الشهر والعيون تدمع والنفوس تسكن، فليل رمضان يزينه القرآن وفيه يتذوق الصائمون لذة الصيام ورفع الهمم وزكى النفوس وغذاء القلوب بالإيمان، ففي هذا الشهر تعلو الصائمين سمات الصالحين وخشية المقصرين الذين يخشون أن ترد أعمالهم.