okaz_online@ أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أن تصاعد التعصب والتمييز ضد المسلمين، يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا والتي يشكل خرقا سافرا لحقوق الإنسان وانتهاكا بيّنا لكرامة المسلمين، لافتا إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة من بين الدول الأكثر تضررا من الإرهاب والتطرف العنيف. وقال في كلمة في اجتماع فريق الخبراء في إسطنبول بالجمهورية التركية أخيرا: «إن الإسلام والمسلمين لا يزالان المستهدف الأساسي والضحية الأولى للتعصب الديني والممارسات والخطابات المتسمة بمعاداة الإسلام»، مضيفا أن المنظمة تعتقد أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تشكل تهديدا خطيرا للتنوع الذي يُعَد عنصرا مهما من عناصر الديموقراطية ومكونا أساسيا لنسيج أي مجتمع متعدد الثقافات. وبيّن أن «الإسلاموفوبيا مظهر من مظاهر العنصرية التي تصادر الحق في حرية الفكر والمعتقد والهُوية وتستهدف ضحاياه، ليس بسبب قيامهم بعمل ما، بل بسبب مظهرهم وانتمائهم الديني، وشدّد على أن أسباب ظهور التمييز والكراهية ضد المسلمين في أجزاء كثيرة من العالم عديدة، وتشمل هذه الأسباب تزايد الخطاب السياسي وصعود الحركات المعادية للأجانب، والزيادة الحادة في الأيديولوجيات المتطرفة والهجمات الإرهابية ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، وأزمة الهجرة العالمية بسبب القضايا السياسية التي لم تُحلّ بعد، والترويج للصورة النمطية السلبية ومختلِف أشكال التغطية التي تقوم بها وسائل الإعلام حول الإسلام. ولفت الدكتور العثيمين إلى أن التمييز والكراهية لا يمثلان تهديدا للمسلمين فحسب، ولكنهما يشكلان خطرا لمبادئ العدالة والمساواة والحرية والوئام ذاتها، مما يبرز ضرورة التصدي لكل أشكال التمييز والكراهية، ولاسيما تلك القائمة على أساس الدين أو المعتقد، من خلال تطبيق المعايير العالمية لتوفير حماية متساوية لجميع الفئات المستهدفة والأديان في جميع أنحاء العالم. وأكد الاجتماع ضرورة أن تولي الأمانة العامة للمنظمة والدول الأعضاء اهتماما خاصا بمشكلات المسلمين في أوروبا، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل عمل فريق الاتصال المعني بالأقليات المسلمة في أوروبا، وذلك بهدف الإسهام في نشر روح الحوار والتعاون لدعم التماسك والانسجام بين المجتمعات، وأوصى الاجتماع الدول الأعضاء في المنظمة بزيادة دعمها للجماعات والمجتمعات المسلمة التي تعيش في البلدان غير الإسلامية لتمكينها من مكافحة الإسلاموفوبيا والوقوف ضدها، وأوصى الخبراء بضرورة معالجة القضايا والعوامل التي تسهم في إيجاد صور سلبية عن الإسلام والمسلمين، وأن تعطي الأولوية لتنفيذ «الإستراتيجية الإعلامية للمنظمة في مكافحة الإسلاموفوبيا وآلية تنفيذها» التي اعتمدتها الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، التي عُقِدت في جدة بالمملكة العربية السعودية في ديسمبر 2016. وكانت المنظمة أجرت تقييما لتجربة مرصد الإسلاموفوبيا الذي مضى على إنشائه 10 أعوام، إذ بدأت الدول الأعضاء خلال القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة في مكةالمكرمة في عام 2005، التفكير في تكليف مرصد المنظمة للإسلاموفوبيا برصد ظاهرة الإسلاموفوبيا ثم تبلور ذلك خلال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية في إسلام آباد في مايو 2007، وأُسندت للمرصد مهمة رصد ظاهرة الإسلاموفوبيا، واتخاذ التدابير الضرورية لمكافحة الظاهرة، والشروع في حوار منظم من أجل تجلية القيم الحقيقية للإسلام وتمكين البلدان الإسلامية من مواجهة التحديات المعاصرة الناجمة عن هذه الظاهرة.