لدي قناعة كبيرة أن القيادة السعودية طويلة بال، وأنها لا تتخذ قراراتها إلا بعد أن تستنفد كل السبل قبل اتخاذ أي قرار مصيري، وعليكم أن تتخيلوا تلك السبل من تنبيه أو تحذير وتفاهم، فهي تتخذ الحكمة إلى آخر حدود الحكمة، وينطبق عليها شطر من قصيدة لخالد الفيصل حين قال «روح الشباب يحدها عقل شايب». يشاع أن هناك عشرة شروط طلبتها الحكومة السعودية للعودة عن قرارها بما اتخذته ضد قطر، وبكل صراحة أجزم أن تلك الشروط ليست هي السبب الحقيقي لاتخاذ مثل هذا القرار الذي جعل قطر لا تتحمل يومين فقط، فهناك أمور أكبر بكثير مما يحاول البعض إشاعته ليكسب التعاطف. فلو كان الموضوع القناة الخبيثة، فكلنا نعرف أن المملكة لديها من أبنائها الإعلاميين الذين يستطيعون إرعاب أي قناة مهما كانت قدرتها الإعلامية ولن تقف لا قطر ولا أي بلد آخر، فمشكلات قطر الخاصة والتي يعرفها الجميع ولا تخفى على أي شخص له عينان وأذنان بشريتان أن ينكرها أو يتجاهلها. عادة ما نستخدم في حياتنا المثل «في الفخ أكبر من عصفور»، وحتما أن القيادة السعودية وجدت أكبر من العصافير ولكنها ما زالت تحمل الود كما يحمل الكبار الرحمة، فالعقاب ما زال مجرد قرصة أذن، لكن المصيبة إذا كانت قطر لا تحس بأذنها وتعتقد أن صوتها من أجمل الأصوات. أدام الله من رجع لرشده وعرف قدره الحقيقي قبل أن يعرفه الناس، قدره الذي لا يخفى على البشر، فهل من متعظ.