hussamalshikh@ ليس غريبا أن يصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب زيارته الأولى المرتقبة للمملكة العربية السعودية بالتاريخية والعظيمة، لقناعته بأن العمل مع الرياض مباشرة يعد مفتاحا لحل جميع الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، مثل سورية والعراق واليمن، ومحاربة داعش، ولجم إيران. يأتي ذلك وسط إجماع دولي على أهمية الدور السعودي في تحقيق الاستقرار الإقليمي لاعتبارات تتعلق بالفعالية السياسية والقدرات الاقتصادية والعسكرية النوعية بالمنطقة، في ظل الممارسات العملية التي أقدمت عليها المملكة أخيرا، على صعيد حماية الأمن القومي العربي ودعم استقرار المنطقة وفق ثوابت وطنية وقومية وإسلامية، أضحت معها لاعبا رئيسيا في قضايا الوطن العربي كافة. وحين أشار ترمب خلال إعلانه في البيت الأبيض إلى أن الهدف من زيارته للسعودية، بناء ائتلاف من الأصدقاء والشركاء الذين يتقاسمون هدف مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لم يخف أنه يعمل مع الرياض لإرساء دعائم تحالف جديد ضد التطرف والإرهاب والعنف، سعيا لبناء مستقبل مشرق وعادل للشباب المسلم في بلدانهم. وذهب ترمب إلى أبعد من ذلك، ليؤكد أن السعودية تمثل مصلحة حيوية لأمريكا، ما خلق رغبة في البيت الأبيض لإحداث استقرار في الشرق الأوسط، منطلقا من السعودية باعتبارها الوصية على الموقعين الأكثر قدسية في الإسلام. وفي وقت تحرص فيه الولاياتالمتحدة على إعادة صياغة العلاقات مع المملكة، لما تمثله من ثقل عربي وإسلامي باعتبارها قبلة المليار مسلم، كما أنها المصدر الأول للنفط في العالم، ناهيك عن امتلاكها احتياطات نقدية واستثمارات خارجية ضخمة، أحدثت زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة تحولا تاريخيا في العلاقات السعودية - الأمريكية، بعد أن شهدت توترات خلال رئاسة الرئيس السابق أوباما، خصوصا أن الزيارة تناولت الشراكة الإستراتيجية الاقتصادية بين البلدين، والتأكيد على تعزيز التعاون وبحث الأوضاع الأمنية وجهود مكافحة الإرهاب.