يعرف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جيدا وهو يعلن أن المملكة العربية السعودية ستكون محطته الأولى في أول زيارة له خارج الولاياتالمتحدة، مدى أهمية الرياض، ليس فقط كنقطة ارتكاز، بل لأنها مرجعية القرار العربي والإسلامي في المنطقة. الرئيس ترمب الذي يتحرك بكل الاتجاهات يبحث عن آلية جديدة للتعامل مع ملفات المنطقة، وهي آلية لا يمكن أن تكتمل دون سماع رأي وموقف المملكة العربية السعودية تجاه كل ملف، خصوصا ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والأزمة السورية والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، إضافة لبحث الملف اليمني. والأهم من هذا كله فإن الرياض ستستغل زيارة الرئيس ترمب لها قبل أن يتوجه إلى إسرائيل لوضع ملف القضية الفلسطينية على طاولة القمة الأمريكية السعودية، وبالتاكيد فإن خادم الحرمين الشريفين سيؤكد للرئيس الأمريكي أن لا حل للقضية الفلسطينية بعيدا عن مبادرة السلام العربية، التي طرحتها السعودية وأقرها مؤتمر قمة بيروت لتصبح مبادرة عربية تقوم على حل الدولتين. اختيار الرئيس ترمب الرياض لتكون أولى محطاته سيعيد ترتيب الأوراق السياسية، إذ تؤكد تغيير اتجاهات السياسة الأمريكية تجاه المنطقة بعد فترة أوباما الرئاسية، فأركان إدارة البيت الأبيض يدركون الآن أن المملكة العربية السعودية هي اللاعب الأهم في المنطقة، لما تمثله من مرجعية للقرارات العربية والإسلامية. زيارة ترمب المرتقبة للمملكة تؤكد مجددا على الدور المحوري للرياض في عواصم القرارات الدولية ومدى تأثيرها في صناعة القرار السياسي والاقتصادي. الاعتراف الأمريكي بدور وقوة المملكة دفع الرئيس ترمب لاختيارها كمحطة أولى في رحلته إلى المنطقة والأهم من هذا كله أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى المملكة كقوة في المنطقة سياسيا ودينيا. إن الاعتراف الأمريكي بشراكة المملكة يعطي زخما إضافيا لدورالرياض في التحرك داخل المحافل الدولية للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية ويعطي العرب فرصة جديدة لتسليم الرياض زمام التحرك في الفضاء الدبلوماسي والسياسي الدولي. ولا شك أن تحرك ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باتجاه منع انحراف السياسة الأمريكية والدور السياسي والدبلوماسي الذي لعبته الرياض منذ تولي ترمب الرئاسة قطع الطريق على كل الأجندات المعادية.