AbdullahssOkaz@ يصف أهالي تهامة عسير قراهم ب«المنسية»، مؤكدين أنها بعيدة عن الخدمات، حلمهم «مستشفى» يخدم عشرات القرى في أسفل الجبال والأودية المترامية، عبر تضاريسها الوعرة بين السفوح والسهول، إذ يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مستشفى، مثل: مستشفى عسير المركزي ومستشفى الدرب العام (يتبع منطقة جازان)، خصوصا عند الحوادث المرورية أو الغرق أو السيول. وتفتقد تلك القرى، كما يؤكد أهلها، إلى الخدمات البلدية ومشاريع الطرق، خصوصا أنهم يعانون من الطرق الرملية والجبلية الوعرة، ما عدا التي أنشئت على نفقة الأهالي بجهود شخصية، مع أنها طرق لا تصمد طويلا عند هطول الأمطار، إذ لا صيانة دورية لها. أما المعاناة الأكبر، كما يشير بعض الأهالي، فهي المخاطر التي تحيط بأبنائهم الطلاب أثناء تنقلهم يوميا من وإلى مدارسهم في الحافلات عبر تلك الوعرة والخطرة. من جهته، يقول مفرح يحيى الربعي: «إنشاء المستشفى يخفف كثيرا عن الأهالي، فالمراكز الصحية الحالية قليلة وخدماتها متواضعة؛ وكل منها بها طبيب وممرض فقط، وليس بها عيادات متخصصة، أو أجهزة طبية، أو أشعة تخصصية، ويجد المرضى معاناة عند تحويلهم للمستشفيات العامة في المدن، خصوصا كبار السن والعجزة والمعوقين». وأضاف: «فترة الدوام في تلك المراكز الصحية صباحية فقط، فإذا مرض أحد الأهالي يضطر ذووه للذهاب به إلى مشافٍ خاصة أنهكتهم ماليا، وبعضهم ليس لديه إلا مساعدات الضمان الاجتماعي، وآخرون دخلهم متواضع وأصحاب أسر كبيرة، وفئة أتعبتهم أجرة المواصلات للوصول إلى المستشفيات البعيدة عبر الطرق المتهالكة». من جانبه، يطالب علي محمد ناصر العسيري بإنشاء مدارس في القرى، خصوصا أن «الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات يقطعون مسافات طويلة بحافلات نقل عامة وسيارات أجرة خاصة، عبر تلك الطرق الخطرة التي تبدو أشد خطورة أثناء هطول الأمطار التي تحتجز المركبات في الأودية». وأضاف: «الدوائر الخدمية للبلديات والمواصلات عملها متواضع في خدمة قرى تهامة عسير ذات الكثافة السكانية، إذ لا تملك صلاحيات، وميزانيتها محدودة لإقامة مشاريع تنموية تخدم الأهالي». أما علي جابر ناصر عسيري، فيؤكد الجهود المبذولة من القيادة لتنمية مناطق المملكة ومحافظاتها وقراها، إلا أن التنظيم والتخطيط من الجهات المنفذة تقف عائقا أمام نقص الخدمات في بعض المحافظات والقرى، موضحا أن قرى تهامة عسير مع ما تملكه من ميزات سياحية واستثمارية إلا أن الخدمات ما زالت بها ناقصة. ويضيف: «قرى تهامة الوجهة لأهالي عسير في مواسم الشتاء طوال أربعة أشهر من العام، فأهالي المرتفعات الجبلية بعسير يقصدون في موسم الشتاء تلك القرى ويستثمرون فيها». ويوضح أن «ضعف الخدمات عائق للسياحة والاستثمار والتنمية في قرى تهامة عسير، ذات الطقس الدافئ الجاذب شتاء وربيعا، لوجود الوديان والغابات والأشجار الكثيفة، والبيئة الجميلة الصالحة للتنزه، كمواقع جذب سياحي واستثماري». ويطالب عسيري، الجهات المختصة في الأجهزة الحكومية (البلدية، والطرق، والسياحة، والصحة) بالنظر لمعاناة تلك القرى المترامية، وصولا للحدود الإدارية لمنطقة جازان، والعناية بمشاريع الطرق والسفلتة والإنارة، ومشاريع درء السيول والجسور، والصحة والكهرباء، إضافة لصيانة الطرق دوريا. «الفراعين».. الاستثمار «معطل» والسياحة «تنتظر» تعاني قرى مركز الفراعين بمحافظة أحد رفيدة، ضعف الاهتمام بالمرافق السياحية الطبيعة، لتصبح مصدر جذب سياحي واستثماري، كما يؤكد بعض أهلها. وتضم قرية «آل نادر» قلاعا وبيوتا شعبية وأثرية، وقرية «آل مكر» بها سد كبير طوله 129 مترا، وارتفاعه 12 مترا، وطاقة استيعابية 343 مترا مكعبا، إضافة للمساحات الطبيعية بطريق الصوح. من جانبه، يقول أحمد محمد عبدالله (أحد مواطني قرية آل نادر): «القرية تكتظ بالبيوت الأثرية الشعبية القديمة، التي هجرها أهلها منذ زمن، وأصبحت معلما سياحيا وأثريا من تراث المنطقة، وتحتاج إلى لفتة قطاعات السياحة والبلدية». وأضاف: «القرية تحتاج، أيضا لفتح الاستثمار فيها أمام رجال الأعمال وأهل المنطقة، لتتحرك التنمية السياحية والاقتصادية بها، كما أنها في حاجة إلى طرق وإنارة ولافتات إرشادية إلى المعالم السياحية، إذ تشهد زيارات سياحية كثيرة من داخل المملكة وخارجها». من جهته، يوضح مرعي ملفي القحطاني (أحد سكان قرية آل مكر) أن السد الكبير في القرية يأتيه السائحون والزوار من كل مكان، كونه معلما سياحيا ومَطَلا جميلا وسط الجبال، لكن الطرق المؤدية إليه غير معبدة بشكل جيد، وتحتاج لمزيد من التوسعة والإنارة واللافتات ليصل إليه الزائرون من خارج المنطقة بسهولة، مؤكدا أنه «لو فتح المجال أمام المستثمرين لرأينا دفعة لعجلة التنمية السياحية والاقتصادية بشكل كبير». أما سعد مبارك آل مريف، فيؤكد أن متنزهات الصوح ومسطحاتها الخضراء وطبيعة أوديتها البكر تحتاج إلى إعادة نظر من الجهات المختصة في البلدية، لفتح طريق الصوح المتعثر منذ أعوام، ليصبح منطقة جذب لزوار منطقة الصوح الطبيعية بمناظرها الخلابة، إذ تفتقد لأقل الخدمات، مثل السفلتة والإنارة ووضع مظلات على المطلات الطبيعية، وفتح المجال أمام المستثمرين لإنشاء وحدات سكنية ومنتجعات.