حاولت الأمانات والبلديات بالتعاون مع إدارات المرور على مدى عشرات السنوات تطبيق الأنظمة المرورية الراقية المعمول بها في جميع دول العالم المتحضرة والمتأخرة، ومنها وضع لوحات «للتوقف» عند الخروج من شارع فرعي إلى شارع رئيسي، لكي يتوقف قائد المركبة توقفا تاما عند رأس الشارع الفرعي فلا يعبره إلا بعد التأكد من عدم وجود سيارات عابرة للشارع الرئيسي دون الحاجة لوجود إشارات حمراء في بداية الشوارع الفرعية، حتى أصبح ذلك التوقف ثقافة عامة فلم تعد هناك حاجة ماسة لوضع لوحات التوقف عند التقاطعات. ولكن محاولات الأمانات والبلديات والمرور باءت بالفشل نتيجة عدم مبالاة معظم قائدي المركبات بلوحات التوقف - إن وجدت - وعدم اعترافهم بأفضلية المرور لمن يكون في الشارع الرئيسي إن هم كانوا قادمين من شارع فرعي، حتى لم يعد هناك حماس لتركيب لوحات التوقف، لأنها أصبحت بلا معنى، وإن وجد من يتوقف عندها ملتزما بالحضارة والنظام «زمَّر» عليه وزمجر من يكون خلفه من قائدي المركبات وقد يسمع منهم عبارات جميلة من عينة تحرك يا بهيم أو يا أبله أو يا دُبَّة!؟ وأمام هذه المعضلة الأخلاقية لم تجد الأمانات والبلديات والمرور بداً من وضع مطبات في كل شارع وسكة حتى إنني أحصيت نحو مئة مطب ومطب في الحي الذي أسكن فيه بأم القرى وهو حي ليس به إلا شارع رئيسي واحد والبقية شوارع فرعية وعدد سكانه قليلون، فخُيِّل إليّ أنه قد يأتي اليوم الذي يضع كل مواطن مطباً أمام داره حتى لا تدهمه سيارة مسرعة وهو خارج للعمل أو الصلاة أو تدهم صغاره وهم في طريقهم إلى المدرسة فيصبح لكل مواطن مطب وينضم ذلك إلى خصوصيتنا التي نباهي بها أمم الأرض!. وعلى أية حال فإن كل المطبات لن تردع سائقاً أرعن عن تجاوزها بأقصى سرعة حتى لو طار بسيارته في الهواء وقد رأيت ذلك بأم عيني بعد تركيب مطبات حارتنا وكدت أدعو على السائق بكسر في الرقبة ولكنني اكتفيت بالدعاء عليه بكسر أذرعة السيارة وقد أعود إلى دعائي الذي أحجمت عنه ولو بعد حين!. [email protected]