أعرب عدد من المواطنين في الأحساء أن المطبات الاصطناعية غير النظامية أصبحت مشكلة تؤرّق سائقي المركبات، وتعرض سلامتهم للخطر إلى جانب الخسائر المادية التي يتكبدونها لإصلاح الضرر الذي يلحق في الأجزاء السفلية من مركباتهم بعد ارتطامها بشكل مفاجئ بالمطبات، التي باتت جزءا أصيلا من الشوارع بل أصبحت من المعالم التي تتميز بها الطرقات. وأبدى مواطنون تذمرهم من الوضع الحالي لغالبية الطرق، منوهين إلى ان المطبات تخلو من أي نوع من اللوحات التحذيرية أو إشارة توضح مكان وجودها، وأن كثيرًا من المطبات المنتشرة بالشوارع لا تسبقها تحذيرات بضرورة تخفيف السرعة، ولا تحمل حتى اللون الأصفر الذي يميزها عن الطريق، ويفاجأ بها السائقون ليلاً ما يتسبب في وقوع حوادث، فضلاً عن المخاطر التي تتعرض لها المركبة نتيجة التوقف المفاجئ تفاديًا للاصطدام بالمطب، مقابل ذلك أكدت أمانة الأحساء أن وضع المطبات الاصطناعية يتم بناءً على توجيهات وتوصيات مشروطة في مواقع محددة، كالمستشفيات وأمام المدارس والجوامع، بينما أشارت إدارة المرور إلى أن المسؤول عن تنفيذ المطبات الاصطناعية في الطرقات الداخلية والخارجية هي لجنة مشكلة من قبل أمانة الأحساء وإدارة المرور ووزارة النقل هي المسؤولة عنها. منظومة متكاملة المواطن صالح العصفور بين أن السلامة المرورية منظومة متكاملة تشترك فيها كافة المؤسسات وأفراد المجتمع، حيث تهدف في النهاية إلى رفع مستوى الوعي لدى الجميع، ومن بينها عوامل الطريق التي تبرز المطبات كأهم العوامل الدخيلة على الشوارع، مضيفا: لن نتمكن من التخلص من المطبات بشكل كامل إلا بعد أن تسري الثقافة المرورية في عروقنا لنتحمل بعد ذلك مسؤولية الطريق، مطالبا بتقنينها والعمل على التخلص منها بشكل تدريجي وإبقاء المطبات في المواقع المهمة، مبينا أنه لا لوم على المواطنين حين يلجأون إلى استحداث تلك المطبات العشوائية، وهذا نابع من خوفهم على فلذات أكبادهم من التهور والسرعة التي ما زال نزيف الاسفلت ودماء أرواح الأبرياء تسيل على الطرقات بسبب هذا التهور من قبل البعض، مضيفا: إن غياب اللافتات الإرشادية أمام المطبات مشكلة كبرى، تساهم بشكل كبير في وقوع حوادث التصادم، وخاصة في الليل وأثناء الظروف الجوية المفاجئة، وهناك فوضى في إقامة المطبات الاصطناعية، فشارع قصير قد تجد فيه من 4 إلى 7 مطبات، تختلف فيما بينها من حيث الحجم والارتفاع، متسائلاً عن المسافة القانونية التي يجب أن تفصل بين كل مطب وآخر، موضحًا أن هناك بعض المطبات التي زال لونها الأصفر، وهي في حاجة إلى إعادة صبغها، حتى لا تكون مصيدة للسائقين، ويكون هناك حل جذري للمشكلة وعلاج عيوب الطرق، وليس علاجها بعمل مطب صناعي لاصطياد السيارات، ونوه إلى أن مثل هذه المطبات المرتفعة والتي تتسبب في تلف السيارات، قد تحرم المواطن من اقتناء سيارة جديدة، وتجبره على اقتناء أنواع معينة من السيارات يستطيع معها مجاراة المطبات المزعجة، مطالبًا بتشكيل لجنة من المهندسين المتخصصين لدراسة مواصفات ومواقع المطبات، وإزالة غير المطابقة للمواصفات. المطبات ظاهرة وأعرب المواطن أحمد العثمان عن تذمّره من ازدياد ظاهرة المطبات العشوائية وتناميها في الفترة الأخيرة بشكل لافت في كافة شوارع الأحساء، حتى النوافذ الداخلية أصبح عنوانها الأكبر المطبات، بل أصبحت المطبات احدى سمات شوارع الواحة بما فيها الطرقات الزراعية، مما خلق صعوبات لمستخدمي الطريق، لافتا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المطبات الصناعية التي لا تتناسب مع الشوارع المقامة عليها، ولا مع المظهر الحضاري الذي تعيشه الأحساء حاليا مع مشاريع الطرق والكباري العملاقة التي أضفت طابعا جماليا على المحافظة، بينما يرى المواطن عبدالعزيز البخيت أن تلك المطبات العشوائية التي تنتشر في كل مكان تتسبب بمشكلات، منها إحداث تلفيات وأعطال في السيارات خصوصا الصغيرة منها لارتفاع تلك المطبات التي يصل بعضها إلى أكثر من 25سم، وفي ذلك مخالفة صريحة وواضحة لمواصفات المطب النظامية التي لا يتجاوز ارتفاعها أكثر من 10 سم، وما نشاهده في مطباتنا خلاف المعقول، وكأنها جسور أو حواجز اسمنتية، مطالبا بالتكاتف بين إدارة المرور وأمانة الأحساء لحل تلك الإشكالية وتخليص المواطنين ومركباتهم من المطبات العشوائية. رفع شكاوى من جانبه، أوضح المحامي إبراهيم الحمام أنه في حالة وقوع حوادث مرورية بسبب وجود المطبات الاصطناعية "أضرار وخسائر"، نتيجة عدم وجود لوحات إرشادية أو عدم تلوين المطبات، فإنه يحق للمدعي رفع شكوى في ديوان المظالم بالدائرة الإدارية على الأمانة إذا كانت هذه المطبات داخل أروقة المدينة، وفي حال وجود هذه المطبات المخالفة خارج المدينة فإنه يحق للمدعي رفع دعوى في ديوان المظالم بالدائرة الإدارية على وزارة النقل والمواصلات، فهي المختصة في النظر في مثل هذه القضايا، مؤكداً ضرورة وجود الأدلة الكافية والتي تثبت صحة دعوى المدعي كتقرير من المرور أو الشرطة أو وجود شهود. وبين الحمام أن التوثيق بالشهود هو أقوى دليل على صحة دعوى المدعي، وأنه في حال وجود خسائر وأضرار على المدعى عليه أن يثبتها وعلى القاضي التثبت من صحة تقدير هذه الخسائر والأضرار. مراعاة السلامة وأكد أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم أن الأمانة وضعت في أولويات اهتماماتها تنفيذ مشاريع الطرق وفق خطط ودراسات فنية تُراعي السلامة العامة للعابرين وانسيابية الحركة المرورية في مختلف المواقع، وبالنسبة للمطبات الاصطناعية فإنه لا يمكن تحديدها بطريقة عشوائية، كما أن وضع المطبات الاصطناعية يتم بناءً على توجيهات وتوصيات مشروطة في مواقع محددة كالمستشفيات وأمام المدارس والجوامع. وان الأمانة تؤكد على أهمية التزام المواطنين عموما بعدم التنفيذ العشوائي للمطبات الاصطناعية في الطرقات والمواقع، ما لم يكن هناك أي ضرورة لإيجاد تلك المطبات، وذلك بالتنسيق مع جهة الاختصاص في الأمانة، مع الاخذ في الاعتبار انه سيتم تطبيق الغرامة المالية التي ينص عليها النظام المتبع في ذلك. وبين أنه في الفترة الأخيرة عملت الأمانة على تدعيم بعض الطرق الرئيسية بمطبات اصطناعية ومسارات المشاة التي تصل بين جانبي الطريق؛ حفاظاً على السلامة العامة، اضافةً الى تركيب المطبات الاصطناعية المعدة من المطاط المقوى المزود بالزجاج العاكس للضوء لتنبيه قائدي المركبات لأخذ احتياطاتهم وتقليل معدل السرعة التي يسيرون بها لمستوى اقل، بحيث لا يلحق الضرر بمركباتهم، حيث يأتي ذلك ضمن خطط الأمانة الهادفة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة، وتأمين وسائل السلامة المرورية، ويمتاز هذا النوع من المطبات بعدد من الخصائص، من أهمها (التحكم في المواصفة الفنية، حيث إن التنفيذ يتم في مصانع وفق معايير الجودة بما يضمن أن لا يتعرض المطب لزيادة في الارتفاع او الإخلال بمستواه، كما هو الحال في المطبات الإسفلتية، والتنفيذ يتم من خلال براغ تُثبت في الأرض، الأمر الذي يمكن من فك وتركيب المطب بين الفترة والأخرى حسب الحاجة، والمطب يكون بارتفاعات مختلفة تتراوح ما بين 2.5 إلى 7 سنتيمترات، ويتم من خلال ذلك تركيب المطب حسب الاحتياج الفعلي للموقع دون احداث أضرار، والمطب مزود بعيون عاكسة تساعد على رؤيته ليلا حتى في حالة عدم وجود إنارة، ويأخذ المطب اللونين الأسود والأصفر المتقطع، ولا يتأثر اللون بحركة السير، ومقاومة المطب للظروف البيئية المختلفة وعدم تشويه المظهر العام). وكان أمين الأحساء كشف في وقت سابق ضمن لقاء أهالي الهفوف الذي نظمه المجلس البلدي، عن وجود 5 آلاف طلب لمطبات اصطناعية تقدم بها مواطنون للأمانة، مبينا أنها تدرس مشروعا خاصا للمعابر والمطبات، ولن تكون إلا عن طريق مقاول متخصص، متمنيا أن تنتهي ظاهرة المطبات الاصطناعية وتبقى فقط للمعابر الأساسية، ولا يمكن إنشاء مطب إلا بقرار من اللجنة المشكلة لهذا الغرض، مفيدا بأن 70% من المواطنين يطلبون مطبات اصطناعية، مقابل طلب جهات أمنية إزالة بعض المطبات. لجنة خاصة من جهته، أوضح مدير مرور محافظة الأحساء العقيد حسين أحمد مبارك أن هناك لجنة مشكلة من قبل أمانة الأحساء وإدارة المرور ووزارة النقل هي المسؤولة عن تنفيذ المطبات الاصطناعية في الطرقات الداخلية والخارجية، موضحاً أن آلية وضع المطبات تقوم وفق معايير وبعد موافقة اللجنة المشتركة المعتمدة، وبين العقيد مبارك أن المواقع التي تتطلب وجود مطبات اصطناعية هي المواقع التعليمية "مدارس البنين والبنات والكليات والجامعات"، والمرافق الصحية "عيادات، ومستوصفات، ومستشفيات"، والتقاطعات الخطرة، وعلى إثرها تقرر اللجنة المشتركة مدى احتياج الموقع للمطب الاصطناعي من عدمه، ثم ينفذ عن طريق مقاولي الأمانة أو وزارة النقل، مضيفا: إنه ولله الحمد فقد قامت أمانة محافظة الأحساء بوضع معابر للمشاة في أكثر من موقع، وتم تزويدها بأدوات السلامة ذات التقنية الحديثة، وباقي المطبات تزود بلوحات تحذيرية توضع قبل المطبات، وفي حال ورود بلاغات تفيد بوجود مطبات عشوائية أو مخالفة يتم مخاطبة الأمانة بشكل عاجل لإزالتها والعمل على دراسة الموقع إذا كان الأمر يحتاج من عدمه. المطبات العشوائية تتسبب في الازدحام انتشار المطبات بشكل واسع مطب أنشأه مواطنون