i_waleeed22@ أطل بوجهه الأسمر، وتفاصيله الجادة عند انطلاق «عاصفة الحزم» متحدثاً لبقاً يسكنه الهدوء، ويحيطه الانضباط، حاد الملامح ودقيق الإجابة، استطاع بحضوره اللافت أن يدخل بيوت الخليجيين والعرب متحدثاً باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. اللواء أحمد عسيري الذي عُيّن أمس الأول نائباً لرئيس الاستخبارات العامة، سطع نجمه في الهبّة السعودية لإنقاذ اليمن من براثن الميليشيا واختطاف السلطة، وعمل على دحض الشائعات المعادية للتحرك السعودي والعربي، وبقي حضوره لافتاً في كل المحطات التي حل بها ضيفاً منافحاً عن سياسات بلده المغيثة للشعب اليمني. تعود بدايات الظهور على الساحة للواء عسيري ابن «بني جونة» من محايل عسير إلى 2002، عندما وقف أمام الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز قائداً لطابور العرض العسكري، وبعد تلك الوقفة، ظهر اسم عسيري من جديد عام 2010 بعد تعيينه مديراً لمكتب الأمير خالد بن سلطان، وفي 2012، رقي عسيري لمنصب مستشار في مكتب وزير الدفاع، وعين في 2015 متحدثاً باسم القوات المشتركة في عاصفة الحزم. «كاريزما عسيري» بدت منهجاً خاصاً لا يتقنه إلا اللواء أحمد، حتى أن سرعة البديهة في الإجابة والتحدث باللغتين (الإنجليزية والفرنسية) سهلتا من مهمته. قدم عسيري من سلاح الجو السعودي، بعد أن حلّق في فضاءات الطيران العسكري، أكاديمياً وموظفاً في مناصب عدّة، وشارك ابن محايل في حرب الخليج الثانية، فكان مترجما للغة الفرنسية أثناء هذه الحرب التي عُرفت ب«عاصفة الصحراء»، كما عمل مدرسا في معهد قوات الدفاع الجوي، ومدرسا بكلية القيادة والأركان. وخلال حرب 2009، تولى مهمة تعريف الصحفيين بمستجدات الوضع خلال وجوده في السرب السادس من القوات الجوية الملكية، التي يطلق على أفرادها «نمور القوات الجوية»، ويتولون قيادة طائرات التورنيدو و«إف 15». «الصقر الأسمر»، عاد نجمه للبروز إبّان محاولة اعتداء نفذها عملاء ضده في العاصمة البريطانية، وظهر العسيري رابط الجأش، واثق الكلمة والفعل، هادئاً، مبتسماً أمام عدسات المصورين، ليتأكد انضباطه وقوة بيانه المرعب للأعداء.