على أن التغيير سنة من سنن التطوير، إلا أن ثمة معايير يمكن الاحتكام إليها؛ لتحقيق النجاح والانطلاق من خلالها؛ لتنفيذ الأهداف المرسومة، فأن تأتي على طبق الحياد، وتتبناه في كافة شؤون جهاز حيوي بحجم الهيئة العامة للرياضة، فحتماً ستكون قد وضعت الخطى على أول الطريق القويم، فطيلة الساعات الماضية لم يكن محرك البحث الأشهر «قوقل» قادراً على صبغ ميول رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الجديد محمد بن عبدالملك بن عبدالله آل الشيخ، الذي صدر أمر ملكي بتعيينه على رأس هذا القطاع الذي يتلقاه حيناً وحيناً جدل المتعصبين بعدسات أعينهم الملونة بكل لون عدا الرمادي الذي يحيد عادة عن كل لون وميل. تارة حاولوا إقرانه بعضو داعم لأحد الأندية، وتارة ربطوا بين وجوده في شركة يرأسها عضو شرف نادٍ آخر، وآخرون اختلقوا ما حاولوا به إصباغ ميوله بلون لأي من هذا أو ذاك أسوة بمن سبقه. للمرة الأولى يقوم على الهيئة العامة للرياضة شخص مجهول الميول الرياضي، أو ربما كان بلا ذلك أساساً، ما يراه مراقبون أمرا من شأنه كبح جماح التعصب الذي أعاق كثيراً من التقدم في الشأن الرياضي على وجه الخصوص، وأصابه بالبطء في أحيان أخرى. آل الشيخ.. هو الأول من غير أبناء الأسرة المالكة الذي يتولى هذا الجهاز المهم، الذي تعاقب عليه نخبة من الأمراء الذي قدموا الكثير عبر سنوات طويلة، بعد الأمراء خالد الفيصل، وفيصل بن فهد، وسلطان بن فهد، ونواف بن فيصل، ثم أخيراً عبدالله بن مساعد. كانت الصور القليلة التي يرد بها «قوقل» على المتعصبين والفضوليين لمعرفة ميوله الرياضي، هي الصور المرتبطة بحضوره الاقتصادي هنا وهناك، وظهوره الأول على التلفزيون السعودي أثناء إعلان الميزانية السعودية في ديسمبر 2015، وتعليقه حول الإجراءات التي اتخذها مجلس الاقتصاد والتنمية في حينها. آل الشيخ.. لن يكون بمعزل عن سهام المتصيدين، لكن الضبابية حول ميوله ولون الحياد الذي صبغ ظهوره، سيكون حصناً منيعاً لنياته في كل خطواته وقراراته.