تعكس زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السعودية، اليوم (الأحد)، عمق الشراكة الإستراتيجية بين الرياضوالقاهرة، كما أنها ترد بقوة على شائعات المغرضين الذين فشلوا في تعكير صفو هذه الشراكة القوية التي تربط القيادتين والشعبين السعودي والمصري، التي جسدتها على الدوام المقولة الشهيرة لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله عندما قال: «لا غنى لنا عن مصر ولا لمصر غنى عنا»، وحرصت القيادتان في البلدين على تمتينها في جميع جوانبها. زيارة الرئيس السيسي للرياض، والتي تستغرق يوما واحدا، تجيء بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي قدمها له خلاله لقائه به على هامش القمة العربية بالأردن نهاية مارس الماضي. وأكد مراقبون مصريون أن زيارة الرئيس السيسي للرياض لها بعد إستراتيجي خاص، ستختلف عن زياراته السابقة، باعتبار أن هذه الزيارة تدشين لشراكة وتحالف إستراتيجي بين البلدين طويل المدى، في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية، والتي تتطلب تنسيقا سعوديا - مصريا عالي المستوى، فضلا عن أن الزيارة تأتي ردا عمليا ومباشرا على المغرضين الذين فشلوا فشلا ذريعا في تعكير هذه العلاقات الضاربة في الجذور بفضل حنكة وحكمة القيادتين السعودية والمصرية. وأشارت مصادر ل«عكاظ» إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيعقد جلسة مباحثات مستفيضة مع الرئيس السيسي، تتركز في تعزيز الشراكة بين البلدين في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وتفعيل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال زيارة الملك سلمان إلى مصر العام الماضي. وسيعقد الوزراء المرافقون للرئيس السيسي سلسلة من الاجتماعات مع نظرائهم السعوديين. وأوضحت المصادر أن الملك سلمان بن عبدالعزيز سيقيم حفلة تكريمية للرئيس السيسي والوفد المرافق له. من جهتها، أوضحت مصادر دبلوماسية مصرية ل«عكاظ» أن ملف الأزمة السورية سيكون حاضرا وبقوة على طاولة البحث بين القيادتين السعودية والمصرية، مشيرا إلى أن الجانب المصري سيشرح بالتفصيل موقف القاهرة حيال هذه الأزمة، والتي يتمحور حلها حول ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومبادئ جنيف. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس المصري سيجدد موقف بلاده حيال دعم جهود التحالف العربي في اليمن، وضرورة حل الأزمة اليمنية وفق المرجعيات التي اعتمدتها الأممالمتحدة ودعم الشرعية اليمنية، إضافة إلى تعزيز الجهود السعودية المصرية لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، ومنع التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية، فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تعتبر جوهر الصراع العربي - الإسرائيلي، ودعم جهود السلطة الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وأشارت المصادر إلى أن الرياضوالقاهرة هما العمق الإستراتيجي للمنظومة العربية، والسعودية لها مواقف إيجابية مع الشعب المصري على مر العقود الماضية. ويرافق السيسي خلال زيارته وفد مصري رفيع المستوى مكون من عدد من الوزراء وكبارالمسؤولين في الحكومة المصرية.