ترتبط المملكة بجمهورية مالي بعلاقات مميزة وتاريخية ضاربة في القِدم، وتعود العلاقة منذ أن تم تبادل التمثيل الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مالي في 29 أكتوبر1960، أي بعد نحو شهر من استقلال مالي في 22 سبتمبر 1960. وتأتي زيارة رئيس فخامة جمهورية مالي إبراهيم أبو بكر كيتا إلى المملكة في إطار تعميق وتعزيز العلاقات المشتركة مع المملكة في شتى المجالات وسبل تطويرها، وارتفاع مستوى التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي والأمني بين البلدين، وتساند المملكة جهود حكومة مالي في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن على التراب المالي. فالعلاقات الثنائية بين المملكة وجمهورية مالي تربطها علاقة أخوية راسخة ومتينة منبعها الإسلام، وتحظى بلادنا بمحبة كبيرة لدى كافة الأوساط في جمهورية مالي، فهي بالنسبة لهم تشكل وحدة العقيدة الدينية، وجمهورية مالي تمثل لنا دولة إسلامية صديقة نعتز بها. وفي إطار دور المملكة في تقديم المساعدات وبناء مشاريع تنموية فقد لعبت دوراً في جمهورية مالي، شيدت جامع الملك فيصل أثناء الزيارة التاريخية للملك فيصل -رحمه الله- لجمهورية مالي في عام 1966، وأمر آنذاك ببناء وافتتاح جامع الملك فيصل بتاريخ 30 يولو1976، وبناء جسر الملك فهد الذي أمر الملك فهد -رحمه الله- بإنشائه، حيث تم بناؤه بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية، وتم تدشينه عام 1992، وبناء المساجد والمدارس وحفر الآبار وتقديم المساعدات الإغاثية الإنسانية وغيرها من المساعدات التي لا حصر لها. وأما على الصعيد الثقافي بين البلدين، يوجد عدد من الطلاب الماليين في بعض الجامعات السعودية في التخصصات الشرعية والعلمية، كما وقعت المملكة أخيراً اتفاقيات تعاون ثقافي مشترك مع خمس جامعات إسلامية بجمهورية مالي، وذلك على هامش المؤتمر الثامن لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) يوم الإثنين 14/11/2016 في جمهورية مالي. إن زيارة رئيس الجمهورية المالي للمملكة تأتي امتدادا للعلاقة الراسخة المشتركة بين البلدين الصديقين، وذلك في إطار توثيق وترسيخ تلك العلاقة وسبل تطويرها في شتى المجالات لما يصب في مصلحة البلدين الصديقين. [email protected]