دعا القنصل الفلسطيني في جدة السفير محمود الأسدي إلى إعادة نشاط جامعة القدس، التي كانت تستقبل عن طريق الانتساب معظم الطلاب الفلسطينيين المقيمين في المملكة. مشيرا في حديثه مع «عكاظ» إلى ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية في العديد من الدول، ما كان حائلا دون إكمال الطالب الفلسطيني تعليمه الجامعي، مقدرا عدد الجالية الفلسطينية في المملكة بنحو نصف مليون مقيم، ما يعني أن المملكة تحتضن أكبر جالية فلسطينية على مستوى العالم، مشيرا إلى أن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقضية الفلسطينية ممتد منذ العام 1965.. فإلى الحوار: ●أين نشاط الجالية الفلسطينية.. وكم يقدر عدد أفرادها؟ ●●الجالية الفلسطينية من أقدم الجاليات بالمملكة، بل من أنشطها، وقد حصلت على المركز الثاني في بطولة الجاليات التي اختتمت أخيرا، كما نظمت فعاليات يوم القدس بمشاركة فاعلة من المواطنين والمقيمين. فيما يقدر عدد الجالية الفلسطينية بين 450-500 ألف مقيم، يعيش في مدينة جدة وحدها ما بين 270-300 ألف. ●وما أهم الإشكالات التي تواجه المقيم الفلسطيني؟ ●●من المتعارف عليه أن كل مغترب سيعود في النهاية إلى وطنه، إلا أن الفلسطينيين ليس لهم مكان للعودة، وهذا يشكل مأساة حقيقية للمقيم الفلسطيني، تضاف إليها معاناة الأبناء الدراسية، إذ يصعب على الطالب الفلسطيني مواصلة تعليمه الجامعي. وهناك المئات من الطلاب المتفوقين لا يمكنهم إكمال تعليمهم الجامعي، أو الحصول على القبول في الجامعات الخارجية. لذا نسعى حاليا للأخذ بأيدي المتفوقين لتسجيلهم في بعض الجامعات المتاحة. خصوصا بعد أن أغلق فرع جامعة القدس في الرياض منذ ما يقارب السنوات الأربع، وقد قدمنا طلبا لإعادة فتحها لتستوعب الطلاب الفلسطينيين، وبأقساط مالية ميسرة. وأضاف: أستطيع أن أؤكد أن الجالية الفلسطينية بالمملكة تعيش بلا مشاكل، ولم تسجل مواسم الحج أي ملاحظات على الحجاج، وذلك بشهادة وزير الحج والمسؤولين في السعودية، ما يدل على أن الفلسطينيين يعدون المملكة بلدا لهم، خصوصا لمن ولد وترعرع فيها. ●وماذا عن الأسر الفلسطينية المعوزة؟ ●●تنبثق من القنصلية لجنة خيرية تشرف على مساعدات العائلات المعدمة براتب شهري خصوصا في شهر رمضان. ●لكن ألا ترى أن القضية الفلسطينية تتوارى خلف أحداث المنطقة ما يتطلب تسليط الضوء على المستجدات في فلسطين المحتلة؟ ●●أود أن أشير هنا إلى دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في نصرة القضية الفلسطينية، وهو دور ممتد منذ عام 1965، حين رعى العديد من المؤسسات واللجان الشعبية التي تعنى بشهداء وأسرى فلسطين. كما يذكر الفلسطينيون الملك فيصل «شهيد القدس» ووقوفه مع العرب للدفاع عن فلسطين والأمة بأكملها، ما يعني أن القضية الفلسطينية مترابطة مع أبنائها في كل مكان، لاسيما في المملكة. ومن هنا يأتي الاهتمام بإقامة مختلف الفعاليات التي تهدف لربط الفلسطيني بوطنه، وإطلاع كل عربي ومسلم بما يجري في القدس، وبما يعانيه الفلسطينيون في وطنهم المحتل. كما ننظم اللقاءات الدورية بين أبناء الجالية والمسؤولين الفلسطينيين خلال زياراتهم للمملكة. ●لماذا تلاشت شريحة المعلمين والأطباء الفلسطينيين في المملكة؟ ●●المعلمون الفلسطينيون أول من شارك مع بدء نهضة التعليم السعودي، إذ أسهموا في بناء جيل من الطلبة المثقفين علميا ووطنيا، وكذلك الحال للمهندسين الفلسطينيين، وربما كان وجود المعلم والمهندس الفلسطيني ملاحظا بسبب كثرة الفلسطينيين بالمملكة قياسا بباقي الجنسيات. أما الآن فقد تداخلت المهن التي يعمل فيها الفلسطينيون، وإن كانت مهنة المحاسبة تحتل حاليا المرتبة الأولى في قائمة المهن التي يشغلها الفلسطينيون، ومن ثم يأتي الطب والهندسة. ●امتاز الفلسطينيون ب«الشطارة» في مجالات عدة وخصوصا بدول أوروبا وأمريكا اللاتينية، لماذا لايتواصل هؤلاء «الناجحون» مع وطنهم فلسطين؟ ●●كنت وأسرتي لاجئين في لبنان منذ 1948. وأعرف العديد من الفلسطينيين ممن حصلوا على جنسيات مختلفة كالكندية والأمريكية والسويدية، وعادوا إلى فلسطين لتفقد أهاليهم هناك، أما من لا يتمكن من زيارة وطنه فهو يختزن فلسطين في كينونته ومشاعره، وهو أمر لا يمكن أن ينسى بأي حال. أما نجاح الفلسطينيين في الخارج، فيعود إلى أنه اعتاد على المواجهة بسلاح العلم ومحو الجهل والعجز الكامن في الذات. خصوصا أن اليهود استغلوا ذلك في احتلال معظم الأراضي العربية، ما يدفعه للتذكر دائما أن مواجهة المؤامرات لا تكون إلا بالعلم، ما أدى إلى ظهور أسماء فلسطينية لامعة في معظم التخصصات، إضافة إلى اهتمام العديد ممن يعملون في دول الخليج وخصوصا المملكة بدعم صمود الشعب الفلسيطيني أمام سطوة الاحتلال، ماديا، إذ كانوا يدفعون 5% من رواتبهم الشهرية دعما للانتفاضة الفلسيطينية، ما أدى إلى صمودها.