ziadgazi@ دعوة مقتدى الصدر، لبشار الأسد إلى الاستقاله ليست خبرا عاديا، بل مؤشر بارز على أول تداعيات الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات. هي الإشارة الأولى من محور المؤيدين للنظام السوري، أن الرسالة الأمريكية عبر صواريخ «التوماهوك» قد وصلت إلى من يعنيهم الأمر. فبعيدا عن كل التصريحات الغوغائية من قادة الحرس الإيراني، أن الرد على الضربة سيكون مزلزلا وما إلى هناك من تصريحات جوفاء لإعلام النظام السوري، فإن ما جاء على لسان الصدر يشكل مقدمة لخطاب سيلجأ إليه الإيراني وفقا للواقع الأمريكي المستجد. نظام الملالي ووفقا لكل التجارب السابقة غير مستعد لخوض أي مواجهة عسكرية، مع أي كان فكيف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيادة ترمب. على خلفية ذلك فإن الخيار الوحيد أمام النظام الإيراني هو التخلص من بشار من دون هزيمة، وبشكل أوضح فإن استقالة بشار وانتقال السلطة إلى شخص يحظى بدعم إيراني، من شأنه أن يقسم المعسكر المواجه الذي سيرى الكثيرون منه أن التغيير حصل، وبالتالي البحث بتسوية سياسية بهدوء، بمعنى بقاء الهيمنة الإيرانية في الداخل السوري والتطبيع مع القوى السورية المعارضة عبر سياسة الترهيب والترغيب، إضافة إلى طمأنة إسرائيل بضمان أمن حدودها، تماما كما هو الحال مع لبنان منذ العام 2006. سورية الجديدة التي تريدها طهران هي استنساخ للتجربة اللبنانية مؤسسات رسمية وحكومة رسمية، لكن الكلمة الفصل هي لذراع إيران أي حزب الله.بشار بعد ضربة الشعيرات بات حملا زائدا على العربة الإيرانية، وحتى الروسية . وبالتالي التخلص منه أصبح حاجة ملحة للطرفين. لكن يتساءل البعض هل يستجيب الأسد لهكذا مسار!. الوقائع كلها تشير إلى أن الأسد فاقد للسلطة في الداخل، حيث يقبض الإيراني على مفاصل الحكم بالكامل.إلا أن البعض يرى أن الجيش عبر حلقة كبار الضباط قادر على قلب الطاولة. كيف ومتى أصحاب هذه النظرية يصمتون. السيناريوهات المطروحة كلها تختلف عن بعضها إلا أن المشترك فيها هو أن زمن بشار انتهى.