جذبتني حسابات بعض المغردين في «تويتر» من المتعايشين بسلام مع مرض نقص المناعة البشرية (HIV)، وجدتهم يتحدثون بكل شفافية وإيجابية أكثر من غيرهم من الأشخاص الأصحاء شعارهم «متعايش بسلام»، ما أجمل هذه العبارة عندما تقال من أشخاص لا يخجلون من ابتلاء الله لهم، لا يخجلون من مرضهم، أشخاص لديهم الشجاعة الكاملة للقيام بتوعية المجتمع من غير أن يطلب منهم، ولكن بدافع الإنسانية والخبرة التي مروا بها. كثير منا يعلمون ما هو مرض الإيدز، ولكن القليل منا لديهم الحقائق الموثوقة ناحيته، مرض نقص المناعة البشرية هو حالة مرضية مزمنة يسببها فايروس يطلق عليه نقص المناعة البشرية (HIV) الذي يصيب خلايا CD4 ويؤدي إلى تدميرها وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الجهاز المناعي، يتطور المرض لدى المصابين بفايروس الإيدز عندما يقل عدد خلايا CD4 في الدم عن 200 خلية. وتنقل عدوى المرض عبر ثلاث طرق هي الاتصال الجنسي، نقل الدم، والمشاركة في استخدام الحقن الملوثة للفايروس. ورغم أن فايروس الإيدز يتواجد في سوائل الجسم الأخرى كاللعاب، العرق، الدموع والبول أيضاً، إلا أنه لا ينتقل عبر هذه السوائل ولا ينتقل كذلك عبر العناق، التقبيل، التصافح بالأيدي، العطش والسعال، أحواض الاستحمام، استخدام المراحيض والمناشف، الأكل مع أو استخدام أوانٍ مشتركة لمريض الإيدز والحشرات. والمصاب بهذا المرض بإمكانه أكل ما يريد، يلعب أي رياضة أراد، يتعلم، يسافر، يعمل، يتزوج وينجب أطفالا سليمين، لكن للأسف لا يزال المجتمع والإعلام يتعامل مع المرض على أنه داء قاتل وخطير ويجب عدم العبث معه حتى ولو بالمزح، ولا يزال للأسف المصاب بالإيدز يشكو من الرفض الاجتماعي والثقافي. وهناك حقيقة يتهرب منها البعض ويجهلها الكثيرون ومنهم الأطباء، وهي أن حياة المصاب بمرض الإيدز هي أكثر استقرارا وأمانا من حياة كثير من المصابين بالأمراض المزمنة الأخرى، لذا يجب على المجتمع أن يغير نظرته تجاه مرضى الإيدز، ويزيل وصمة العار التي لا يزال يلاحقهم بها، فليس كل مصاب بالإيدز خطاء، بل الغالبية ضحايا، ورسالتي للمجتمع «حاربوا المرض لا تحاربوا المريض». *أخصائية تمريض [email protected]