تأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جلسة المحادثات الرسمية مع الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية أخيراً بخطورة «التحديات التي تهدّد أمن واستقرار العالم اليوم، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسباق التسلح، وصدام الثقافات»، هي دعوة صريحة منه للمجتمع الدولي لمواجهتها ببذل المزيد من الجهد والعمل المشترك، تعزيزاً للأمن والسلم الدوليين. السعودية تتصدى للإرهاب هذه الدعوة ليست غريبة، خصوصاً أن السعودية تعد من أوائل الدول التي اهتمت بالتصدي للإرهاب محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال إطلاق العديد من البرامج والانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لوضع حد لهذه الظاهرة منها معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي خلال مايو 2000، وصادقت على عدد من الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب منها الاتفاقية الخاصَّة بالجرائم وبعض الأفعال الأخرى المرتكبة على متن الطائرات (طوكيو 1963) واتفاقية مكافحة الاستيلاء غير المشروع على الطائرات (لاهاي 1970) واتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني (مونتريال 1971) واتفاقية منع الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المتمتعين بحماية دوليَّة بمن فيهم الموظفون الدبلوماسيون والمعاقبة عليها (نيويورك 1973) والاتفاقية الدولية لمناهضة أخذ الرهائن (نيويورك 1979)، والبروتوكول المتعلّق بقمع أعمال العنف غير المشروعة في المطارات التي تخدم الطيران المدني الدولي، الملحق باتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني (مونتريال 1988)، كما انضمت المملكة إلى اتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحريَّة (روما 1988) والبروتوكول المتعلّق بقمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة المنشآت الثابتة الموجودة على الجرف القاري (روما 1988)، واتفاقية تمييز المتفجرات البلاستيكية بغرض كشفها (مونتريال 1991) والاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب (نيويورك 1999) والاتفاقية الدوليَّة لقمع الهجمات الإرهابية بالقنابل (نيويورك 1997)، وغير ذلك من الاتفاقيات. التحالف الإسلامي وما تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة، وإقامة مركز عمليات مشتركة في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب إلا تأكيد لجهود الرياض في استئصال شأفة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، وسبق أن استضافت المملكة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الخامس من فبراير عام 2005 بمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، وتصدت لأعمال العنف، وتمكنت من إفشال أكثر من 95% من العمليات الإرهابية وفق إستراتيجية أمنية حازت على تقدير العالم بأسره، ونجحت في اختراق الدائرة الثانية لأصحاب الفكر الضال وهم المتعاطفون والممولون للإرهاب. مركز المناصحة ويظل مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي تأسس عام 1427 له دوره الفاعل في تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة للشباب المغرر بهم بالأفكار الضالة، والعمل على إعادتهم لجادة الصواب، ويتوج مركز «المناصحة» جهود السعودية في التعامل مع الإرهاب، إذ عمل على توفير بيئة للمغرر به وإعادة تأهيله ليكون صالحاً لوطنه ودينه. وفي إطار اهتمام السعودية بتكثيف الجهود للقضاء على الإرهاب، كان من الطبيعي أن تكشف المخططات الدنيئة لإيران وتدخلاتها السافرة في شؤون دول المنطقة واستمرارتآمرها لنشر الفوضى.