ينتقد أفراد المجتمع وبكثرة عقوق الأبناء للآباء، وقليلون من يتناولون تجاوزات الآباء والأمهات تجاه أبنائهم، التي تزايدت في الآونة الأخيرة، ابدأ بتوضيح من هم الوالدان (الأب والأم): الراعيان المسؤولان عن رعية أولادهما «أبناء وبنات» الأمانة المساءل عنها الوالدان يوم القيامة لأن الأولاد ليسوا من ممتلكات الوالدين بأي شكل يفترضه البعض، بل هم نعمة، وديعة لديكما من الله هل اتقيتما ربكما بها وأحسنتما التصرف معها؟ هل شكرتما الخالق عليها بحسن تربيتها لتنشأ على الفطرة؟ تطعم ولدك وتسقيه وتلبسه وتسكنه وتعالجه وتنفق عليه، نعم هذه الخدمة والنفقة حق له، والتربية هي الرعاية، الاهتمام، المتابعة، التنشئة الصحيحة بتعاليم ديننا الصحيح، على سبيل المثال لا تطعمه حراماً، لا تعرضه للانحرافات الأخلاقية لا تهمله وتغيب عنه بعدم اهتمامك به، وبث اليأس في نفسه من محاولاته المستميتة للفوز بقليل من اهتمامك، وتحميلهم الضغوط النفسية نتيجة انحرافات الوالدين أو أحدهما الاجتماعية بتجاهل مشاعر الأولاد وما سينتج عنه من استغلال الآخرين للوصول إلى الأولاد واستغلالهم بما يخدم مصالحهم بعد استعطافهم. وأذكر هذه القصة للعبرة: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد، وابنه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوقٌ على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمَّه، ويحسن اسمَه، ويعلمه الكتاب إي القرآن -. قال الولد: يا أمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، أمّا أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي وقد سماني جُعَلاً أي خنفساء - ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إلي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك).