htem7249@ أكد الباحث التاريخي فايز البدراني في محاضرته بعنوان (قلة الأنصار في الأحاديث والآثار) التي ألقاها في النادي الأدبي بالمدينةالمنورة أخيراً، أن الأنصار لم يعد يسكنون المدينة، مستشهدا بذلك بحديث الرسول صلى الله عيه وسلم «.. إن الناس يكثرون، وإن الأنصار يقلون». وأوضح البدراني أن المقصود بالأنصار هم الأوس والخزرج، مرجعا عدم وجودهم اليوم إلى عدة عوامل، من ضمنها: أن الأنصار شاركوا في معارك كثيرة، واستشهد منهم الكثير، وبدأت انتشار ظاهرة انقطاع الذرية، وخروج معظمهم من المدينة من أجل المعيشة، وانتقال الخلافة من المدينة إلى الشام ومن ثم إلى العراق، والاضطرابات السياسية، والتغيرات الطبيعية، هذه العوامل ساعدت على تقليص أعداد الأنصار في المدينة إلى عشرات الأسر في المدينة. وبين البدراني أن المؤرخين اهتموا بتاريخ الأنصار والمدينة من الجانب السياسي، وأهمل الجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي والكوارث الطبيعية التي مرت بها المدينة وأهلها، مضيفا أن الأنصار مروا بمحن كبيرة، خصوصا في القرون (الأول والثاني والثالث الهجري)، وحينما انتقلت الخلافة إلى الشام، أصبح أهل المدينة ينتظرون من الخليفة أن يرسل لهم المعونة والصدقات من شدة الجوع الذي أصاب المدينة في تلك الفترة. وزاد أن المدينة تم حصارها أكثر من ثلاث مرات، لكن حصارها في فترة الدولة الفاطمية، وقطع المياه عنها، أدى هذا إلى خروج الأنصار منها للقحط الذي أصابها، كذلك موقعة الحرة التي قتل فيها من الأنصار أعداد كثيرة. وفي إحدى المداخلات، قال الباحث محمد الترجمي «إن الأنصار في العهدين الأموي والعباسي ضعف دورهم من قبل الخليفة، وبدأ اختفاؤهم يظهر في تلك الفترة، رغم الأحاديث الكثيرة عن فضلهم، وأن المؤرخين اشتغلوا بأحداث أخرى في تلك الفترة، رغم علمهم بحديث الرسول عنهم وعن فضلهم، ولم يوثق عنهم إلا القليل».