ما إن ينتهي موسم الحج ويعود ضيوف الرحمن إلى ديارهم والجهات المختصة إلى مواقعها، حتى ينشط اللصوص وضعاف النفوس، في المشاعر المقدسة مستغلين غياب الرقابة في عرفة ومزدلفة، فيستولون على أغطية الصرف الصحي، وأبواب دورات المياه، وأغطية تصريف السيول، وكيابل الكهرباء. وذكر العامل علي محمد، أن كثيرا من المرافق الخدمية في المشاعر تتعرض للسرقة، بمجرد انتهاء موسم الحج، وعلى مدى العام، لافتا إلى أن اللصوص يركزون على مشعر عرفة ومزدلفة بشكل خاص، أثناء تنفيذ عملياتهم، لأنها مناطق مفتوحة، ويمكن الدخول والخروج منها بسهولة، دون أن يلاحظ أحد، إضافة إلى أن الحراسات لا تستطيع السيطرة على المنطقة بشكل كامل. ولفت محمد إلى أن عمليات السرقة تنفذ تحت جنح الظلام، لأن الحركة تكون ساكنة في الطرقات والمشاعر، مرجعة محدودية السرقات في مشعر منى إلى طبيعة الأرض الممهدة، وقلة مداخلها ومخارجها، ما جعلها غير ملائمة للصوص. وشدد سالم الحربي على أهمية أن تكثف الجهات المختصة من الحراسات والرقابة في المشاعر المقدسة، خصوصا في عرفة ومزدلفة، لضبط حركة الصوص وردعهم عن التجاوزات التي يرتكبونها دون رادع. وأفاد الحربي بأن المتجول في المشاعر المقدسة بعد انتهاء موسم الحج، يصطدم بالأبواب المخلوعة وكيابل الكهرباء المسروقة، مرجعا ذلك إلى قلة الرقابة في المواقع التي تصبح مهجورة. من جهته، أوضح مدير وحدة أعمال مكةالمكرمة والطائف المكلف بشركة المياه الوطنية الدكتور محمد محمود القاضي ل«عكاظ» أنه يجري تركيب أغطية وصنابير جديدة بدل المفقودة في دورات المياه وذلك ضمن الصيانة الدورية التي تقوم بها الشركة في كل عام على المرافق التابعة لها في المشاعر المقدسة. وأشار إلى أن هناك برنامجا زمنيا لأعمال الصيانة لجميع قطاعات ووحدات المشروع يتم خلال فترات زمنية محددة تبدأ من بداية السنة وتنتهي قبل موسم الحج بوقت كاف، بحيث تكون جميع دورات المياه جاهزة لخدمة ضيوف الرحمن والبالغ مجموعها 3040 مجمع دورات منتشرة في جميع أرجاء المشاعر المقدسة وذلك ضمن الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن في موسم الحج كل عام. فيما أكد مدير الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني ل«عكاظ» أن فرق الصيانة التابعة للأمانة تنفذ جولات ميدانية على المشاعر المقدسة لتفقد المرافق والتأكد من سلامتها، لافتا إلى أن مرافقهم وخصوصا أغطية تصريف السيول تتعرض للسرقة. وأفاد بأنه يجري التنسيق مع الجهات الأمنية لعمل الإجراءات اللازمة، منوها بأن السرقات التي تتعرض لها مرافقهم لا تعد ظاهرة بل حالات بسيطة مؤكدا في الوقت نفسه تعامل فرق الصيانة مع المفقودات بتوفير البديل وتركيبه بشكل فوري.