OKAZ_online@ أهمية الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي ترمب ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأول لا يكمن في مضمونه، بل في توقيته. فهو يسبق القرار الأمريكي المرتقب بوضع الحرس الثوري الإيراني، الذي يبسط سيطرته على مفاصل الدولة العراقية على قائمة الإرهاب، وهو ما سمعه بالتأكيد المسؤول العراقي من ترمب رغم محاولات إخفاء هذا الأمر عن الرأي العالمي ، لولا أن البيت الأبيض سارع لكشف تفاصيل المحادثة التي ركزت على مكافحة «داعش»، والخطر الإيراني في العراق. القراءة الأولية لبيان العبادي، تشير إلى أنه حاول الظهور بمظهر القوة، وهو يخاطب الزعيم الأكبر في العالم الذي تراجع عن قرار فرض قيود السفر المفروضة على العراقيين، حسب ما أعلنت رئاسة الوزراء العراقية التي أسقطت في بيانها نحو 90% من محادثة الرئيس الأمريكي، إذ لم تتمكن من الإشارة إلى ما دار من حوار بشأن إيران، وما هو المطلوب لإخراجها من العراق، وبتر يدها العابثة في أمن المنطقة. بيان العبادي بشأن فحوى ما قاله ترمب، وإخفاء تفاصيل مهمة تناولها الرئيس الأمريكي، دفع البيت الأبيض لكشف ما دار في هذا الاتصال مؤكدا تركيز ترمب على الإرهاب الإيراني، ومد يد العون للعراق للتخلص من هذا الخطر الذي يتوسع يوميا في عمق الجغرافيا، والسياسة العراقية، وذكر البيت الأبيض أن ترمب والعبادي تحدثا عن الخطر الذي تمثله إيران على المنطقة كلها. العبادي التزم الصمت في أعقاب بيان البيت الأبيض الغارق في نقاشات تصنيف الحرس الثوري الإيراني، ووضعه على لائحة الإرهاب، وهو قرار من شأنه إعادة خلط الأوراق لأنه يضع إيران برمتها على هذه اللائحة، باعتبار الحرس الثوري مؤسسة حكومية رسمية فحتى الآن، تضم لائحة المنظمات الأجنبية الإرهابية «لاعبين غير حكوميين»، بينهم جماعات مثل القاعدة و60 جماعة أخرى. ويقول أحد المسؤولين إن إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية يرقى إلى مستوى إعلان إيران دولة إرهابية. فيما يري مراقبون أن وضع إستراتيجية، لتصنيف الحرس الثوري كتنظيم إرهابي، وفرض مزيد من العقوبات على حزب الله اللبناني، لن يتوقف عند ذلك، بل قد يمتد للجماعات الشيعية المسلحة في العراق واليمن وتكون هي الأخرى على قائمة الجماعات الإرهابية والمحظورة لدى الإدارة الأمريكية الجديدة. ومن المحتمل أن يلحق ترمب بقائمة الإرهاب، التنظيمات التي صنّفتها الخارجية الأمريكية على أنها تنظيمات إرهابية تهدد مصالحها، إذ يغلب على هذه التنظيمات المنتشرة في كل أنحاء العالم، الطابع الإرهابي ككتائب حزب الله وهي مجموعة شيعية عراقية وميليشيات وعصائب أهل الحق وجيش المختار ولواء أبي الفضل العباس وحركة النجباء أبرز الميليشيات الشيعية، وتتمتع هذه الميليشيات بقدرات مالية وبشرية كبيرة، ومعظمها تتلقى الدعم من إيران. المشروع الأمريكي لمواجهة الميليشيات المرتبطة بإيران سيعمل على قصقصة أذرع إيران الطائفية المليشياوية، وهو ما سيؤدي لتحجيم دور إيران في سورية ولبنان واليمن والعراق وإنهاء تدخلاتها في المنطقة.