ahatayla2011@ ستذكر جبال وسهول الحدود السعودية الجنوبية بكل فخر الملاحم البطولية التي سطرها رجال القوات العسكرية بمختلف قطاعاتها، وستظل الدماء الطاهرة للشهداء التي سالت مصدر فخر لمن يقفون اليوم بكل شموخ للذود عن حياض الوطن، وهم يلقنون المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح الدروس في المواجهات، التي ألحقت بهم خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات. ويؤكد أبطال حرس الحدود، أنهم يعملون إلى جانب بقية القطاعات العسكرية المرابطة على الحدود الجنوبية، لمواجهة الأعداء الذين تستغلهم إيران للتأثير على أمن واستقرار المملكة. وقالوا إنهم يتسابقون لنيل الشهادة في سبيل أداء واجباتهم الوطنية، يدفعهم إلى ذلك إدراكهم للنوايا الإيرانية الخبيثة، وسعيها الدائم إلى استخدام المتمردين البائسين، وتحريضهم على مهاجمة الحدود السعودية، لترويع الآمنين، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة. وأشاروا إلى أن الأشهر الماضية أثبتت أن العدو أجبن من أن يمس شبرا من الأراضي السعودية، خصوصا وهم يواجهون بإرادة رجال نذروا أنفسهم من أجل الوطن والمواطن. «عكاظ» التي أخذت على عاتقها استمرارية الزيارات للأبطال وهم في ميادين الشرف في الجبال والسهول، بدأت جولتها صباحا، يرافقها مدير الشؤون العامة في قيادة حرس الحدود بمنطقة نجران ومتحدثها الرسمي الرائد علي بن عبدالله القحطاني، بعد التنسيق مع مدير العلاقات العامة والإعلام بالمديرية العامة لحرس الحدود في الرياض العقيد ساهر الحربي. وكانت الوجهة الأولى الحدود الجبلية التابعة لقطاع حرس الحدود في خباش، المحاذي لمنفذ البقع الحدودي، الذي أصبح تحت سيطرة القوات الشرعية اليمنية. ونحن في الطريق إلى نقاط الرقابة الجبلية بسيارتنا المصفحة، مررنا ببعض مواقع تمترس القوات العسكرية، وشاهدنا الأبطال في جهوزية عالية، يمتطون الدبابات والعربات، ويحتضنون المدافع والرشاشات. وعند وصولنا إلى إحدى الرقابات التي تحيط بها الجبال من ثلاث جهات، كان في استقبالنا النقيب محمد الأكلبي، الذي قدم لنا شرحا عن مهمات الرقابة ومسؤولياتها. وقال إن ضباط وأفراد حرس الحدود على معرفة تامة بكامل تفاصيل الحدود الجبلية أكثر من منازلهم. مؤكدا أن الحدود السعودية كافة تحت السيطرة، وأن الأبطال يلحقون بالحوثيين وأتباع المخلوع صالح الخسائر المتتالية. لافتا إلى أن محاولاتهم البائسة في اختراق الحدود تفشل أمام بسالة القوات العسكرية بما فيها حرس الحدود. وأوضح الأكلبي أن أبطال الحدود يتسابقون إلى نيل الشهادة؛ لأنهم يؤمنون بعدالة قضيتهم، وبغوغائية الانقلابيين الذين لا هم لهم إلا تنفيذ أجندة إيرانية خبيثة تستهدف أمن المملكة، الذي تزيده الأيام صلابة ومتانة وقوة. نقاط التماس الحدودية عبر سلسلة جبلية، واصلنا جولتنا وزرنا عددا من نقاط الرقابة من بينها تنصاب والخثلة، الواقعة في أعالي قمم الجبال الحدودية، محتلة موقعا استراتيجيا يكشف مواقع العدو ويرصد تحركاته، عن طريق التقنيات الحديثة التي يستخدمها قطاع حرس الحدود في جميع مرافقه الحدودية. وعندما وصلنا إلى هذه النقاط وجدنا رجالا لا يهابون الموت، وبمعنويات مرتفعة، وفي جاهزية كاملة لمواجهة أي طارئ، ورغم جسامة المهمة، والتضاريس الصعبة، إلا أن الابتسامة لا تفارقهم، وهم يرددون: «إما النصر أو الشهادة». وقال العريف محمد الدوسري، إن الانتصارات المتتالية التي تتحقق على طول الشريط الحدودي، ليست مستغربة في ظل بسالة رجال القوات العسكرية، الذين سطروا أروع البطولات في مواجهة ميليشيات إرهابية لا هدف لها إلا مهاجمة الأبرياء وتخريب ممتلكات المواطنين. وأشار الدوسري إلى أن المواجهات تأتي بصفة مستمرة، وأن العدو يتلقى ضربات موجعة على طول الحدود. وقال: «الفرق بيننا وبينهم أننا نؤمن بعدالة قضيتنا، المتمثلة في الدفاع عن حدودنا، وهم ينفذون تعليمات إيرانية لا تريد الخير لليمن وجيرانه». رصد تحركات الحوثيين من جانبه، أوضح الجندي أول عايض الوايلي، أنهم على استعداد بأن يضحوا بأنفسهم وما يملكون في سبيل الدفاع عن كل ذرة من تراب الوطن. وقال إن الحوثيين وقوات صالح ومهما كانت إمكانياتهم لن ينالوا من أمن الوطن. مشيرا إلى أن تحركاتهم مرصودة، وأعمالهم مكشوفة، ودائما ما ينالون جزاءهم الرادع، الذي قادهم إلى الانكسارات التي لا يقبلها كل حر أبي. ولفت إلى أن الحوثيين الذين نكلوا باليمنيين ودمروا المحافظات والمديريات يأتمرون بأمر النظام الإيراني الذي يغريهم بالأموال ويزودهم بالأسلحة من أجل الإضرار بأمن المملكة، مضيفا: «كل خائن لوطنه وعميل لقوى خارجية سيكون مصيره الخسران». من جهة أخرى، قال صالح الكربي: إن الحوثيين ورغم محاولاتهم البائسة في مهاجمة النقاط الحدودية، إلا أن الفشل كان مصيرهم في كل مرة. مضيفا أنهم يعانون من اليأس بعد أن فشلت كل محاولاتهم أمام بسالة رجال عاهدوا الله على عدم السماح لكائن من كان أن يمس ذرة من تراب الوطن، أو حجرا من جباله الشامخة، التي ستظل شاهدة على تمريغ أنوف الأعداء في ترابها، وتمزيقها على سفوحها. السباق لميادين الشرف أما علي آل منصور فأكد أنهم في جاهزية تامة لمواجهة الانقلابيين ليل نهار، يدفعهم إلى ذلك الواجب الوطني، مؤكدا أن التضاريس الصعبة أصبحت ملعبهم المفضل لمواجهة كل من يريد العبث بأمن الوطن. لافتا إلى أن القيادة أمنت للأبطال كامل احتياجاتهم، ودعمتهم بأفضل وأحدث المعدات، ما ساعدهم على تحقيق الانتصارات، التي شلت قدرات الانقلابيين، الذين أصبح قتلاهم بالمئات على طول الشريط الحدودي. واضاف آل منصور، أن الحرب ضد الميليشيات الحوثية والعفاشية ساهمت في تكوين علاقات قوية بين ضباط وأفراد جميع القطاعات العسكرية، فأصبحوا أسرة واحدة، يتسابقون إلى ميادين الشرف والبطولة لمواجهة هذه الميليشيات التي وصلت إلى مرحلة اليأس، وهي تتلقى الصفعات المتتالية. الوصول للعلامات الحدودية ونحن نودع أفراد النقاط الحدودية الجبلية متوجهين إلى مواقع أخرى، كان لا بد ل«عكاظ» من الوصول إلى إحدى العلامات الحدودية الواقعة على خط التماس، رغم خطورة موقعها، إلا أن وصولنا بالسيارة المصفحة كان مستحيلا، الأمر الذي أجبرنا على السير راجلين عبر طرق صعبة، وسط تشجيع من الرائد علي القحطاني، الذي أصبح صديقا للحدود، بفضل مرافقته لكثير من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، التي تحرص على توثيق انتصارات ضباط وأفراد القوات العسكرية بمختلف قطاعاتها. الحلقة القادمة: الحدود محصنة وتحركات العدو مرصودة