ببسالة وإقدام يتحرك ضباط وأفراد حرس الحدود بمركز بئر عسكر المحاذي للحدود اليمنية، لفرض سيطرتهم على الجبال القريبة من بعض القرى اليمنية التابعة لمحافظة صعدة، والتي يستغلها الحوثيون لمهاجمة المراكز الحدودية، ليس لهم من هدف إلا القتل والتدمير كما هي عادتهم مع شعبهم الذي عانى ويلات تصرفاتهم وأعمالهم المشينة. تجولت «عكاظ» في حدود مسؤوليات مركز بئر عسكر الحدودي القريب من مركز عاكفة والذي شهد استشهاد ثلاثة من أبطال القوات المسلحة، لرصد الأعمال الليلية لرجال حرس الحدود، المتمرسين على العمل في الجبال الوعرة والمرتفعات الشاهقة، وفي تضاريس جبلية صعبة للغاية. الشوق للمواجهة يقول قائد مركز بئر عسكر الحدودي المقدم مبارك القحطاني الذي كان يستعد للإشراف على الدوريات المتحركة والراجلة لبدء مهمتها المسائية: «ها نحن نواصل عملنا ليل نهار، ننتظر لحظة مواجهة الحوثيين الذين لا هدف لهم إلا القتل والدمار، ونشر الفوضى في كل مكان»، ويبدو أن الحوثيين يجهلون قوة رجل الأمن السعودي عندما يتعلق الأمر بحماية أرضه وسلامة شعبه، مشيرا إلى أن ضباط وأفراد المركز على أهبة الاستعداد لمواجهة أي احتمالات، مؤكدا أن الأوضاع مستقرة ولا يوجد ما يدعو للقلق، لأن الحوثيين أصغر من أن يتوغلوا داخل الأراضي السعودية. تقنيات حديثة وأوضح المقدم القحطاني لدى تحركنا إلى الجبال الشاهقة المحاذية لجبال داخل العمق اليمني حيث يناوش الحوثيون من حين لآخر، أن المركز الحدودي يعتبر خطا خلفيا مساندا يؤمن أي تجاوزات من الخطوط الأمامية لقطاع سقام، مشيرا إلى أن المركز يعمل وفق أحدث التقنيات التي أسهمت في كشف التحركات من الجانب الآخر، والذين يقعون في قبضة دوريات حرس الحدود، التي أصبحت على دراية بحيلهم وخدعهم التي يعتقدون بأنها ستنطلي على المرابطين على الحدود. التعامل مع الحوثيين وأضاف المقدم القحطاني: يتم القبض على الآلاف من المتسللين والعشرات من المهربين سنويا، ما يؤكد أن القرار الذي اتخذ بإنشاء هذا المركز كخط خلفي كان قرارا صائبا، مشيرا إلى أن أفراد المركز مدربون وذوو كفاءة عالية تمكنهم من التعامل مع الحوثيين أو غيرهم من المهربين والمتسللين ورصدهم وتعقبهم، وأشار إلى أن الانتقال من جبل إلى آخر وبمسافة كيلو واحد فقط قد يحتاج إلى ساعات، إلا أن الاعتماد على الكمائن الليلية التي يقدم من خلالها أفراد حرس الحدود أرواحهم من أجل حماية أمن الوطن نجحت في الإيقاع بكثير من كبار المهربين والمتسللين، مبينا أن الكمائن ستكون مصائد للحوثيين البائسين، كما أنها أعطت النتائج والنجاحات المأمولة. كمائن ليلية ويؤكد عدد من أفراد حرس الحدود المكلفين بالمشاركة في الكمائن، أن الأمر بالنسبة لهم أصبح عاديا، بل إنهم يتسابقون للمشاركة فيها، وأشاروا إلى أنهم يذهبون إلى المواقع وسط الجبال وهم يدركون بأنهم سيواجهون أعداء لا يترددون في القتل وليس أمامهم إلا الاستسلام أو مواجهتنا بإطلاق النار، وأوضحوا أن من استشهدوا من زملائهم في سبيل الذود عن حياض الوطن ما زالوا أحياء عند ربهم، وتحظى عائلاتهم وأبناؤهم بالرعاية والاهتمام من القيادة الرشيدة، التي تؤمن كل احتياجاتهم أسوة بزملائهم، مضيفين أنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز خاصة أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظهم الله- يتذكرون الشهداء الأبطال في كل مناسبة، بل ويؤكدون أنهم حاضرون في وجدانهم، مشيرين إلى أن هذا الاهتمام وهذه الرعاية إضافة إلى الشعور بأن ما يقدمه رجال حرس الحدود واجب وطني يدفعهم إلى المخاطرة بأنفسهم دون خوف من المواجهة مع عدو غاشم أو مهرب يريد تدمير أبناء الوطن أو متسلل يخالف الأنظمة والقوانين. مواجهة الانقلابيين وأكدوا أنهم في شوق لمواجهة الانقلابيين الحوثيين لتلقينهم درسا لن ينسوه، يدفعهم إلى ذلك الإيمان بعدالة قضيتهم في الدفاع عن تراب الوطن، ولإدراكهم بأن الحوثيين يسعون إلى نشر الفوضى وتصديرها إلى خارج اليمن لتنفيذ أجندة إيرانية لا تتمنى الخير للمملكة التي تكن كل الاحترام والتقدير للشعب اليمني الذي يرفض أعمال الحوثيين العدوانية التي أضرت بأمن واستقرار البلد الجار، مضيفين: نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة أي احتمالات، كما بعثوا برسائل تطمينية لسكان الحدود مفادها أن الأوضاع مطمئنة وأنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق، مؤكدين أن أي محاولات حوثية ستتحطم أمام صمودهم وإصرارهم على حمية حدود الوطن.