توصلت «عكاظ» إلى المواطن الذي ظهر في مقاطع الفيديو وهو ينتزع زجاجة الوقود من يد الشخص الذي حاول الانتحار بإضرام النار في نفسه في صحن الطواف أمس الأول (الإثنين)، ونجح في شل حركته ومنعه من ارتكاب جريمته. وروى المواطن غازي درويش تفاصيل الواقعة الغريبة التي انتهت بضبط الجاني وقال ل«عكاظ» إنه كان في الشوط الرابع في الطواف في الساعة 11 مساء أمس الأول، ولفت انتباهه أن الجاني كان يتمتم بعبارات غريبة ما أثار انتباهه ودفعه إلى مراقبة حركته. يواصل درويش: فجأة لاحظت الرجل يقوم بتفريغ زجاجة «بنزين» على ملابسه قريبا من الركن اليماني محاولا إشعال ولاعة كان يحملها. فسارعت بالانقضاض عليه وانتزاع الزجاجة من يده، وأطلقت صيحات لتنبيه من حولي فساعدني عدد من المعتمرين في السيطرة على الجاني، ووصل رجال الأمن في ثوان وقبضوا على الرجل في وقت قصير، ولقد أثارت سرعة استجابة رجال الأمن وتفاعلهم مع الحادثة ثناء وارتياح آلاف المعتمرين. ويضيف درويش أن الواقعة أثارت ذعرا وخوفا وتدافعا وسط المعتمرين فأصيب في يده وأغمي عليه وسارع من كانوا حوله بإسعافه ونقله إلى مركز صحي قريب من الموقع وتلقى العلاج وغادر بسلام. لم أفكر في المخاطر يستغرب بطل المقطع المصور ل«عكاظ» لسرعة انتشار المقطع في كل مواقع التواصل الاجتماعي «فوجئت بذلك حين رأيت المشهد لم أصدق أنني من انتزع زجاجة البنزين من يده.. ما حدث كان غريبا وشعرت أن الله أكرمني وسخرني لإيقاف جريمة الانتحار التي كاد أن يرتكبها الرجل في أطهر مكان.. لا أخفيك أنني وبعد لحظات الخوف التي عشتها شعرت بسعادة غامرة لم أشعر بها من قبل في حياتي وهذا فضل من الله عز وجل أولا وأخيرا» ويكمل غازي حديثه: لا يمكن أن يتخيل أحد أن يشاهد مثل هذا المشهد في حياته أو يفكر أنه سيجد من يحاول إحراق نفسه جوار الكعبة، عندما شاهدت الموقف شعرت برهبة كبيرة، لم أفكر في المخاطر التي قد أتعرض لحظة هجومي على الرجل وانتزاع البنزين من يده ومحاولة الإمساك به وثنيه عن فعلته ولله الحمد وفقت في ذلك. غازي درويش، يعمل في الهيئة العامة للرياضة بمنطقة جازان، ووصل إلى جدة في إطار برنامج «رحلة» مع مجموعة من الشباب والعاملين في الهيئة العامة للرياضة، وأثناء وجودهم في مدينة جدة قرروا الذهاب إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة، إلا أنه حاول الاعتذار لانشغاله في ذلك اليوم على أن يؤدي العمرة في اليوم التالي «اعتذرت لزملائي في بداية الأمر وأخبرتهم أنني سأعتمر في اليوم التالي، وفجأة عدلت عن رأيي وقررت الذهاب مع زملائي إلى مكة». وكان فضلا من الله هذا القرار، لا أخفيكم أن هذا الموقف سيظل عالقا في ذاكرتي مهما حييت وسأشعر أيضا بالسعادة كلما تذكرته، أشعر أنني قمت بواجبي أولا وأخيرا تجاه ديني ووطني، ومهما فعلت لن أوفي هذا الوطن حقه، وأسأل الله عز وجل أن يجزيني خيرا على ما قدمته أنا ومن معي. مريض نفسي يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت أمس بمقطع حمل عنوان «شخص يحاول الانتحار بالقرب من الكعبة». أمن الحرم: حاول الانتحار بالبنزين أكدت القوة الخاصة لأمن الحرم المكي على لسان المتحدث باسم قوة المسجد الحرام الرائد سامح السلمي، أنه في الساعة 11 من مساء يوم الإثنين الموافق 9/ 5/ 1438 تم القبض على مواطن في العقد الرابع من العمر في صحن الطواف جوار الكعبة المشرفة أثناء قيامه بسكب كمية من مادة (البنزين) على ملابسه ومحاولته إشعال النار في نفسه. وأضاف أنه فور ملاحظة رجال الأمن ذلك تمكنوا من منعه والقبض عليه قبل إشعال النار، وتوحي تصرفاته بأنه مريض نفسي، وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية حيال الواقعة.