تكالبت الظروف القاسية على المسنة أم محمد، وأنهكت الأمراض المزمنة قواها، منذ أن هجرها زوجها، قبل ست سنوات، وتوفي ابنها الوحيد محمد منذ نحو عامين، فأصبحت الستينية تعيش بمفردها، في منزل متهالك في جدة غير صالح للسكن، رغم أنها تدفع إيجارا مرتفعا لقاء العيش فيه. وقالت أم محمد: «صاحب المسكن يطالبني بدفع إيجارات عام كامل تأخرت في الالتزام بها، ولا يوجد لدي أي مصدر دخل يساعدني للوفاء بالتزاماتي للآخرين»، مشيرة إلى أنها باتت مهددة بالطرد من السكن في أي لحظة. وشكت أم محمد من تكالب الأمراض المزمنة عليها، ما جعلها أسيرة كرسي متحرك، بعد بتر ساقها اليسرى وأصابع القدم اليمنى بسبب مرض السكري، ومعاناتها من قصور في الدورة الدموية في الأطراف السفلية. ولم تقتصر معاناة أم محمد على إصابتها بالسكري، فهي تشكو من ارتفاع ضغط الدم، وقصور بالشرايين التاجية لعضلة القلب مصحوب بضعف عام فيها، إضافة إلى فشل كلوي مزمن تحت العلاج بالغسيل الدموي المنتظم ثلاث مرات في الأسبوع. وتجد أم محمد في كثير من الأحيان صعوبة بالغة في الانتقال إلى مركز غسل الكلى، ما يحرمها من الخضوع لعملية الغسل، فتتصاعف معاناتها، وتزيد آلامها. وتتمسك أم محمد بكثير من الأمل في أن تجد من يقف معها، ويخرجها من الأزمات المتلاحقة التي تداهمها.