لم يصدق نايف صقر شعراً عندما قال: «ترى لعيوني أكثر من صديق وللخفوق أحباب»، فمن يرى حزنه وبكاءه، وعجزه عن رثاء رفيق الشعر، يحسب أنه لم يخلق في هذه الدنيا صديق لنايف صقر سوى مساعد الرشيدي، الذي كان يرى في نايف صقر، الشعر والمطر والأصدقاء. وحده الفراق، قادر على إظهار الخافي وصدق المشاعر من قلوب الرجال للرجال، ووحده الراحل مساعد الرشيدي من كان فراقه ذا أثر ظاهر ومؤلم حد البكاء لرفيق شعره نايف صقر، الذي بكاه أمام العالم كله؛ بكاء الأخ لأخيه وصديق عمره، الشاعر الذي أعجز نايف صقر عن الكتابة عنه، محملاً جمهوره بوصايا الدعاء له في أول ظهور له بعد دفن رفيق عمره، وبعبارات امتلأت حزناً وحسرة على فراق صديقه. كشف الشاعر نايف صقر عن شعوره بالعجز عن رثاء صديقه الراحل مساعد الرشيدي، الشاعر الذي قال إن شعره ستأتي أجيال تتمنى كتابته. وجمعت الرشيدي وصقر ثنائية شعرية منذ بدايات عمرهما الشعري، رسما من خلالها مداراً خاصاً بنجمين جابا مجرة الشعر سوية، حتى أطلق على آخر أمسية شعرية جمعت الزعيم بالصقر لا شريك لهما من الشعراء فيها مطلع عام 2014 بأمسية القرن ضمن فعاليات مهرجان «ليالي فبراير» في الكويت. والراحل الرشيدي يرى في نايف «صقر الشعر المحلق»، مثلما يرى أن «ديربي الشعر» الوحيد هو ما يجمعه مع نايف صقر، الشاعر الذي يرى فيه المطر والشعر، يقول الراحل عنه: «البرق يبرق بالرياض/ وفي مجلسي نايف صقر.. قلت لسحابي يوم ناض/ اقلط ترى عندي مطر»، ذات الشاعر الذي قال عنه مساعد «الشعر قسمين قسم نكتبه.. وقسم يكتبه نايف صقر». فيما خطف ثامر ابن الراحل مساعد الرشيدي، اهتمام المعزين في والده بينهم الفنان فايز المالكي الذي أجهش بالبكاء عند لقائه وحرص على التقاط صورة معه، وهو الحال ذاته مع الزميل علي العلياني الذي واسى ابن الراحل بسيلفي، ورسم من على محياه ابتسامة في غمرة أحزانه. في وقت نعى فيه فنان العرب محمد عبده الشاعر الراحل مساعد الرشيدي، بكلمات مؤثرة في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.