القيادة هي ابتكار واختراع، ومهمة وضرورة لإنجاز أي عمل، ويعتمد ذلك على توافر الرؤية المبتكرة، والتخطيط المستقبلي، والتنفيذ الفعلي، والتكتيك الاستراتيجي، والتقييم العملي. ويعتقد الكثيرون أن القائد هو رجل الأعمال ومن يملك المال، ولكن ذلك الاعتقاد خاطئ، فالقائد يتميز بالحنكة والذكاء والتعامل مع المتغيرات التي حوله محليا وإقليميا ودوليا أكثر من مالك المال، لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو «هل القيادة موهبة فطرية أم هي موهبة مكتسبة؟» وللأمانة العلمية لم يتم التوصل إلى رأي نهائي فيما يخص هذا الموضوع ولكن مال كثير من خبراء الإدارة للفكرة التي تقول أن القيادة تأتي مع الفطرة ويتم اكتسابها في نفس الوقت، لذلك فإن القادة القادرين على التأثير والتغيير والتحفيز هم القادة الذين يبتكرون «الرؤية» لمن حولهم ومجتمعهم ومستقبلهم. فوضعت لهم صفات الصانعين والقياديين المبدعين ومن أهم هذه الصفات وليس جميعها النزاهة، فالقادة المنفتحون والصادقون والثابتون في تصرفاتهم هم في الغالب الذين يحفزون الثقة والإخلاص والالتزام داخل فرقهم. ومن صفات القادة الالتزام بالتطور، فهم يدركون أن البقاء في طليعة الركب -إقليميا ودوليا- يتطلب التعليم المستمر والاكتشاف والابتكار، ومن الصفات التي يتحلى بها القادة الرؤية وامتلاك نظرة ثاقبة للأمام والإقدام دون التردد، إضافة إلى الثقة بالنفس، والذكاء والعمل بضمير وجد، وأفضل القادة هم الذين يصنعون من أنفسهم مثالا يحتذى به. (قصة) هنا تذكرت قصة ذلك المكتشف المشهور ذي الرؤية الثاقبة (كريستوفر كولومبوس) عندما كان مدعوا على مأدبة طعام وكان العديد ممن يضمرون له الغيرة مدعين، وذلك للرؤية وللمكانة التي وصل إليها ولنجاحه منقطع النظير، وخلال تناول الجميع للطعام أحب كولومبوس أن يداعبهم فقال لهم هذه بيضة مسلوقة فمن منكم يستطيع أن يوقفها عموديا على هذه الطاولة، فبدأ كل واحد منهم يحاول ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، فسألوه وهل تستطيع أنت ذلك؟ فما كان منه إلا أن أزاح القشرة من إحدى طرفي البيضة وأسندها عموديا، فقالوا له بصوت واحد كان بإمكاننا أن نفعل ذلك. فأجابهم بكل هدوء: ولماذا لم تفعلوا؟ وهذا ما فعله ولي ولي العهد من ابتكار لرؤية مبدعة ومشرقة لمستقبل جديد. إن القائد الناجح هو ذلك الإنسان الذي يفعل ما لا يفعله الآخرون والذي يمتلك حس المبادرة والتخطيط الاستراتيجي لها، فالمهن كثيرة ولكن الناجحين والمبتكرين فيها قليلون.