الأمن وحده يخطف الأضواء في نهاية العام 2016؛ إذ استحوذت الهواجس الأمنية على الاحتفالات بحلول العام الجديد، في عدد من دول آسيا وأفريقيا وأوروبا وأستراليا والأمريكتين، وسط احتشاد الملايين ليلة أمس (السبت)، للاحتفال بالعام الجديد الذي يحمل معه غموضاً سياسياً كبيراً. وبسبب فارق التوقيت، كانت سيدني أولى كبرى المدن التي انطلق فيها العد العكسي قبل حلول السنة الجديدة، مع عرض للألعاب النارية استمر 12 دقيقة في خليجها الشهير، ونشرت السلطات ألفي شرطي إضافي في سيدني بعد توقيف رجل «أطلق تهديدات مرتبطة بعيد رأس السنة»، لاسيما وأن التوقعات أشارت إلى قدوم مليون ونصف مليون شخص إلى سيدني لحضور عرض الألعاب النارية. واحتل الأمن أولوية متقدمة في أولويات إندونيسيا أمس، بعد أن أفشلت مخططاً لمجموعة مرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي، يهدف لتنفيذ اعتداء ليلة العام الجديد. وفي دبي، أعدت الشرطة «خططاً استباقية» لتأمين الاحتفالات، وأوضحت الشرطة في بيان أنها قررت إعلان حالة «الجاهزية القصوى»، وتوزيع الدوريات والفرق الميدانية المتخصصة، وعددها 470 دورية لتغطي جميع مناطق الفعاليات الخاصة بالاحتفال بالسنة الجديدة. ونشرت السلطات الأمريكية 165 عربة «عازلة» في نيويورك، من بينها شاحنات التنظيف في «مواقع إستراتيجية» خصوصاً على مشارف ساحة «تايمز سكوير»، حيث احتشد أكثر من مليون شخص لحضور الاحتفال التقليدي بحلول العام الجديد. وفي برلين، وضعت السلطات كتلا أسمنتية وعربات مصفحة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى بوابة براندبورغ، وفي كولونيا، زادت السلطات عدد الشرطيين المنتشرين بأكثر من الضعف، وذلك بعد عام على موجة الاعتداءات الجنسية التي أثارت صدمة بين سكان المدينة. وعادت أجواء الفرح إلى باريس التي شهدت اعتداء مروعاً في 13 نوفمبر 2016، حيث احتشد نحو نصف مليون شخص في جادة الشانزيليزيه، لكن الإجراءات الأمنية كانت عند أقصى حد مع تعبئة نحو 100 ألف شرطي ودركي وعسكري في مختلف أنحاء فرنسا. وكانت القارة الأمريكية هي الأخيرة التي حل فيها العام الجديد، الذي سيشهد دخول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وهو أمر لم يكن أحد ليتوقعه في 31 ديسمبر 2015.