تثير حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، العديد من التساؤلات حول مستقبل الدور الروسي في المنطقة، خصوصا ما يتعلق بالأزمة التركية، فضلا عن مسار العلاقات الروسية التركية. ورأى مراقبون أن العملية تهدد التوجه الروسي لاستعادة دوره في المنطقة؛ إذ إنها تفتح الباب أمام استهداف المصالح الروسية أينما وجدت، إلا أنها في الوقت نفسه أعطت موسكو اليد الطولى في التعامل مع الأزمة السورية باعتبارها الضحية. من الصعب جدا التكهّن بالمسار الذي يمكن أن تسلكه الأحداث في سورية خلال الأشهر القادمة بعد حادثة مقتل كارلوف وما جرى في حلب، ولا تقتصر الأسباب على الإشكالية المترتبة على الموقف الروسي، بل تشمل أيضًا التردد الأمريكي في اتخاذ موقف سياسي وعسكري بدعم الثورة، من أجل تسريع عملية إسقاط النظام عسكريا أو من خلال إجباره على الحوار لنقل كامل الصلاحيات إلى حكومة انتقالية تتشكل من المعارضة والنظام من أشخاص لم تتلطخ أياديهم بدم المدنيين الأبرياء. لا ينتظر حدوث تبدل في الموقف الروسي من أجل تسهيل حدوث اختراق دبلوماسي في جدار الأزمة، بعد هذه الحادثة، ولذلك لا بد من توقع حدوث تطور في ردود الفعل ضد موسكو، ولعل أولها ما جرى في أنقرة باغتيال سفيرها الأمر الذي وضع المصالح الروسية في المنطقة الآن أمام فوهة الاستهداف. وكمحصلة نهائية فإن مقتل كارلوف سيعيد ترتيب أوراق وتموضع الكرملين سواء باستمرار مواقفها الداعمة لنظام الأسد وفي الوقت نفسه أخذ الحيطة والحذر لتفادي أي انتكاسات مماثلة في المستقبل.