تفاءل سكان حي طيبة شمالي جدة خيرا حين رأوا قبل يومين عاملين اثنين فقط يتحركان بقرب مشروع تصريف المياه الجوفية الذي احتلت حفرياته العميقة جزءا كبيرا من الشارع الرئيسي في الحي ولم تتسبب في إرباك الحركة المرورية في ذلك الشارع فحسب بل أدت إلى سقوط ضحية من أبناء الحي حين هوت سيارته في إحدى تلك الحفريات العميقة الممتلئة بالمياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي ويومها انهالت وعود الأمانة باستكمال المشروع وراحت تتحدث عن إسناد المشروع إلى مقاول جديد بعد تعثر المقاول القديم في إنشاء المشروع، ومر عام على الحادثة ولم يتغير في المشروع شيء فالحفريات لا تزال تحتل الجزء الأكبر من الشارع فاغرة جوانبها بانتظار ضحية جديدة ومياه الصرف الصحي يرتفع منسوبها في الحي تنشر التلوث وتهدد أساسات المباني. عاملان اثنان فقط شاهدهما أهالي الحي يتحركان حول المشروع كانا كافيين لبث روح التفاؤل، فالمشروع المعطل منذ ما يزيد على خمس سنوات كان من الممكن أن يتم إنجازه كاملا خلال هذه السنوات لو عمل فيه عاملان فقط خلال هذه المدة، عاملان فقط بثا الأمل لولا احتمال أن يكون هذان العاملان لا علاقة لهما بالمشروع وإنما كانا يتحركان حوله بفضول من يريد سبر عمق هذه الحفريات ومعرفة أسباب تعطله طوال هذه المدة. في الحي نفسه ثمة مدرسة انتهت الفترة التي كانت محددة للانتهاء من تشييد مبناها ولم يتم من ذلك المشروع سوى تثبيت تلك اللوحة التي تحدد موعد الإنشاء وكتل أسمنتية لأساسات بدأت تتآكل بفعل الرطوبة والمياه الجوفية، وطلاب المدرسة الوحيدة ذات المبنى المستأجر في الحي يتغامزون كلما مروا بمشروع المدرسة ويهمسون: بكرة يبهذلونا لو كسلنا ويسألونا ليه ما حلينا الواجب.