عبدالله حاتم أبو الجدايل من صناع الأفلام السعوديين ومن القلائل الذين دخلوا للسينما والإخراج من باب التعليم الأكاديمي، إذ يحمل الماجستير في صناعة الأفلام من جامعة نيويورك، ويتقن الإخراج السينمائي، وكتابة الأفلام السينمائية القصيرة والطويلة، والإنتاج، وصناعة الأفكار، والمونتاج، والتصوير السينمائي. صور 45 فيلما سينمائيا قصيرا، وإعلانات تجارية، وأفلاما وثائقية وتجارية، في لوس أنجليس في استوديوهات «يونيفيرسال»، «استوديوز وورنر بروزر» العالمية، على أيدي صناع أفلام محترفين مثل أرم سترونج، وويليم دكرسون، وجيمس رو، وتيرون ديكسون وغيرهم. عمل أبو الجدايل على معظم الكاميرات والمعدات السينمائية. رغم الجفاف الذي تعانيه الساحة السينمائية السعودية، الا أن أبو الجدايل حصل على عدة جوائز في مهرجانات سينمائية محلية وعالمية، وترشح فيلمه الأخير «القصاص» لمهرجان أيام قرطاج الدولي في تونس 2016، وهو أول فيلم سعودي يدخل المهرجان منذ تأسيسه عام 1966. كما حقق فيلمه «القصاص» أربع جوائز في مهرجان أوسكار إيجيبت 2016؛ المركز الأول لأفضل فيلم قصير، أفضل مخرج، أفضل منتج، وجائزة أفضل ممثل في قائمة الأفلام القصيرة. تحدث أبو الجدايل ل«عكاظ»، عن أهدافه في صناعة الأفلام فقال: رغبتي الأساسية حينما غادرت إلى الولاياتالمتحدة لدراسة صناعة الأفلام في هوليود، هي أن أقوم بإثراء محتوى صناعة الأفلام السعودية بمحتويات ذات رسالة هادفة في حبكة درامية مثيرة وجذابة وأكون عنصرا فعالا ممن سوف يأخذون على عاتقهم هدف بناء سوق صناعة الأفلام في السعودية، للوطن ولهم وللمشاهد وللأجيال القادمة من صناع الأفلام، وتطوير النهضة الثقافية الحضارية في المجتمع، والمساهمة في بناء سوق صناعة الأفلام بخلق فرص عمل للجميع من فريق عمل وممثلين وشركات ناشئة تهتم بصناعة الأفلام، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة نسبة السياحة في السعودية. كما تحدث عن مشكلات صناعة الأفلام في السعودية فقال: لا توجد طريقة لتقديم سيناريو فيلم طويل أو قصير للحصول على شهادة الملكية الفكرية، بل يتم تقديم السيناريو على أساس أنه كتاب أو رواية يراد طبعه وليس سيناريو يراد تصويره. كما أعلم أن وزارة الإعلام وهي المسؤولة عن هذه الجزئية تطلب نسخة مصورة للحصول على شهادة الملكية الفكرية، وهذا أمر مستحيل بالذات لكاتب السيناريو الذي يكتب من أجل بيع النص لشركات الإنتاج. وطالب أبو الجدايل بإنشاء أرضية خصبة لتحفز رجال الأعمال السعوديين على الاستثمار في هذا السوق، وأيضا جذب صناعة الأفلام الخارجية لتصوير أفلام في السعودية مثل الأنظمة والهيئات التي تسهل لصناع الأفلام العالميين التصوير في السعودية، أيضا بناء مدن إنتاج إعلامي سينمائي مثل استوديوهات يونيفيرسال العالمية. وإنشاء معاهد وجامعات سعودية لتأهيل الشباب السعودي في صناعة الأفلام بشتى تخصصاتها. ويأمل إيجاد دور عرض للسينما وتنظيمها حسب سياسة البلد. ويرى في الوقت ذاته أن عدم وجود دور عرض سينما ليس عائقا أبدا أمام صناعة الأفلام، «ولكن من المحزن أن نسمع عن أفلام سعودية يتم عرضها ومشاهدتها والاحتفال بها في الدول المجاورة والمهرجانات العالمية، ويصعب جدا عرضها للجهور السعودي المتعطش للأفلام السعودية».