تتسم علاقات المملكة العربية السعودية ودولة قطر بالعمق والاتفاق في المجالات كافة، ويواصل البلدان الشقيقان التنسيق والتشاور الإيجابي المثمر في مختلف المحافل والمنظمات الإقليمية والعالمية في إطار رؤيتهما المشتركة لخدمة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية والدولية. وجسدت الزيارات واللقاءات التي تبادلها المسؤولون في البلدين مزيدا من التعاون والتنسيق، وبحث وتعميق سبل التعاون الثنائي لتدعيم العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ومختلف الميادين. وشهد الأول من مايو 2000 زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان ولياً للعهد، لدولة قطر تلبية لدعوة من أخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر آنذاك وسط حفاوة رسمية وشعبية. وفي نوفمبر 2000 رأس الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وفد المملكة إلى مؤتمر القمة الإسلامي التاسع الذي عقد في قطر، ورأس في ديسمبر 2007 وفد المملكة إلى مؤتمر قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الثامنة والعشرين في الدوحة. وفي الجانب القطري برزت زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر آنذاك إلى المملكة في أغسطس 1995 كأول زيارة له إلى الخارج بعد توليه مقاليد الحكم، وقال حينها: «كان من الطبيعي أن تكون الزيارة الأولى التي أقوم بها للخارج إلى المملكة نظراً للمكانة الخاصة لها في قلوبنا وللعلاقات الأخوية المتميزة التي تربطنا بها»، وفي الثالث من ذي القعدة العام الماضي استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة طنجة في المملكة المغربية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. وفي إطار التعاون والتنسيق بين البلدين، تم في الرياض في يونيو 1999 التوقيع على الخرائط النهائية لترسيم الحدود البرية بين المملكة وقطر وتعيين خط الحدود في دوحة سلوى، وفي مارس 2001 وقعت المملكة وقطر في الدوحة على الخرائط النهائية لما تم إنجازه من رسم كامل الحدود البرية وما تم تعيينه من خط الحدود البحرية بين البلدين. وفي الخامس من يوليو 2008 تم التوصل إلى إنشاء مجلس تنسيق مشترك بين البلدين لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإعلامية وغيرها من المجالات الأخرى.