الإعلام سلاح فتاك، وقد يدمر ما تبنيه في لحظة، ويصنع من النجاح أسطورة، لمن يجيد استخدام أدواته وتقديم محتوى لائق مناسب وحقيقي. ملاحظتي، أنه بشكل شبه يومي، وفي أغلب وكالات الأنباء العالمية وقنوات التلفزيون الشهيرة والعريقة، هناك فئة من الإعلاميين، مع الأسف أغلبهم ذوو أصول عربية ومشكوك في توجهاتهم، يصبون قدراتهم الإعلامية على السعودية في كل حدث، حتى وإن كان شيئا لا يستحق الذكر، ولأنه سعودي، يتصدر قائمة الأحداث ويعاد ويكرر ثم يعالج بطريقة سلبية في غالب الأوقات. هجمات تصلنا من دول عربية معروفة بميولها أو توجهات إعلامييها، تنتقد أيضا أعمالا تصير في جنبات هذا الوطن أو حتى قرارات داخلية تخص المواطنين وليس غيرهم، ومع هذا فلا رد لهذا الصوت أو ذاك. نعلم أن سياسة الصمت على أفعال الآخرين وتجاوزاتهم تجاه المملكة أصبحت من الماضي، وهناك رد في كل مناسبة أو حدث يستحق الرد سواء من وزارة الخارجية أو من قبل المعنيين بالشأن الأعلى. ومع هذا فإن ما أتحدث عنه هو سياسة تصديق الكذبة التي يروجها إعلاميون ويكررونها في كل مناسبة، كي تصبح مع الصمت عليها حقيقة للآخرين. أتمنى من هيئة الصحفيين في السعودية أن تضطلع بهذا الدور على الأقل، وأن تكون المنبر المعني بتنظيم ما يرد به الكتّاب والصحفيون ومقدمو البرامج في المحطات الرسمية أو الخاصة على تلك الافتراءات. والمتصفح لأي موقع قناة أو وكالة أجنبية أو ناطقة بالعربية يفهم ما أقصد، حيث يكتب في محرك البحث الداخلي كلمة السعودية. يجد سلسلة من الأخبار الملفقة أو تلك التي عولجت بطريقة تنافي الحقيقة ولا تستحق هذا الزخم. لا بد من الرد على هؤلاء حسب التخصص، كي يعرفوا أن وطني له سواعد تدافع عنه في كل محفل، كما الجندي الذي يصد عدوان المعتدين، هناك من يساند وطنه بقلمه أو بلسانه وحتى بتغريدة تلجم أفواه الكاذبين علينا، المهم القوة في الطرح واحترام الآخرين، دون إسفاف لأننا سفراء نمثل وطنا عظيما، فلسنا سوى جنود ضمن بقية حماة الديار.