أطلقت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» ثلاث مبادرات إستراتيجية لدعم وتطوير قطاع تقنية المعلومات، شملت إنشاء أكاديمية «مسك»، وتأسيس معمل الإبداع التقني، ومسرعة مسك للاستثمار في الأعمال الناشئة، وذلك في خطوة تسعى من خلالها المؤسسة إلى تلبية الحاجات اللازمة للنهوض بقطاع جديد يساهم في الاقتصاد الوطني وبناء القدرات العاملة ودفع المزيد من الابتكار وتوجيه رؤوس التمويل في المشاريع ذات القيمة المضافة والتي تعود بالنفع على الوطن. ووفقاً لمؤسسة «مسك الخيرية»، فإن هذه المبادرات الجديدة جاءت نتيجة للتطور البالغ الذي شهدته منظومة عمل المؤسسة لتمكين وتحفيز المواهب الشابة من الجنسين ومساعدتهم على الاستفادة من قدراتهم الكامنة بما ينسجم مع مستهدفات الرؤية 2030. وقالت مديرة تطوير الأعمال بمؤسسة «مسك الخيرية» الشيماء حميد الدين إن المبادرات الثلاث ستوفر منصة للمملكة تمكنها من المنافسة عالمياً في مجال التقنية، مشيرةً إلى أن المؤسسة تؤمن بقدرة قطاع التقنية على إتاحة الفرص المميزة للشباب في ظل الاقتصاد العالمي، إضافةً إلى سعيها الحثيث في تشجيع الشباب السعوديين على تقديم المشاريع والمبادرات الريادية في مجال التكنولوجيا الحديثة من خلال الاستفادة من التجارب الرائدة المنبثقة من وادي السيلكون. وستوفر أكاديمية مسك برامج تدريبية وتأهيلية تعتمد على المعايير الدولية من خلال تنمية مهارات المتدربين في المجالات التي تفي بحاجات الاقتصاد الرقمي على وجه الخصوص، إذ وضعت الأكاديمة خطة سنوية لتدريب نحو خمسة آلاف قائد ومطور ومصمم وتمكينهم في مجالات عديدة، منها تطوير التطبيقات والتشفير والذكاء الصناعي والأمن المعلوماتي والحوسبة السحابية والألعاب والواقع الافتراضي وصناعة الرسوم المتحركة. وستدعم الأكاديمية نحو 400 برنامج تدريبي سيعقد بدعم أكثر من 50 شركة عالمية رائدة في قطاعات التقنية والإعلام والاستشارات وغيرها، بالتعاون مع مجموعة من الشركاء العالميين. بينما تسعى المؤسسة عبر المبادرة الثانية معمل الإبداع التقني إلى دعم أفكار الشباب من الجيل الصاعد من خلال تحويل أفكارهم ومواهبهم إلى مشاريع ومبادرات على أرض الواقع. كما تأمل المؤسسة من خلال المبادرات في هذا البرنامج بناء مجتمع متكامل من الخبراء الرقميين لتشمل المتخصصين في مجالات البرمجة وأدوات تحليل قواعد البيانات والأمن المعلوماتي والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (الجيل الجديد للإنترنت)، فيما سيتم التركيز على إعداد وتطوير مجموعة من التطبيقات المنفذة محلياً وكذلك زيادة أعداد النساء العاملات في هذا القطاع. أما مسرعة مسك للاستثمار في الأعمال الناشئة، فهي برنامج متكامل يهدف إلى دعم المشاريع الناشئة عبر تمويل رأس المال الجريء، والذي بدوره سيساهم في توفير الحلول الرقمية والخدمات بما يتلاءم مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد الوطني للاستعداد للمرحلة ما بعد النفط وكذلك زيادة أعداد القطاعات والفرص الوظيفية. كما ستوفر وحدات خاصة لحاضنات ومسرعات الأعمال، مما يدفع المشاريع من مرحلة الإنشاء والفكرة إلى مرحلة التطور وكذلك إقامة ملتقيات تعمل على إرشاد وتوجية رواد الأعمال السعوديين وتضع معايير ريادة الأعمال في المملكة. إستراتيجية «مسك» وبالعودة إلى الخطة الإستراتيجية لمؤسسة مسك الخيرية، ذكرت مدير تطوير الأعمال الشيماء حميد الدين أن المؤسسة تضع ثقتها بهذه المشاريع التعاونية الجديدة وقدرتها على تحقيق الأهداف، مشيرة إلى أن الإستراتيجية تعتمد على تحقيق الاستدامة طويلة المدى، فضلا عن سعي المؤسسة لجمع المواهب الشابة السعودية مع نظرائها من كل أقطار العالم وإلحاقهم بهذه الشركات الرائدة لبناء جيل من الخبراء والمختصين في مجالات عدة. وأكدت أن هذه الشراكات عموما تعكس مدى الطموح الوطني في تنفيذ برامج التحول الاقتصادي والتزماتها نحو الاستثمار في قادة المستقبل لتساهم بدورها في جعل أبناء وبنات الوطن مشاركين فاعلين في بناء الاقتصاد العالمي. يذكر أن المبادرات المعلنة جاءت خلال فعاليات منتدى مسك العالمي والذي استمر يومين واختتم فعالياته مساء الأربعاء الماضي، وسط مشاركة كبيرة من رواد أعمال عالميين ومستثمرين في قطاع تقنية المعلومات مثل «بيل غيتس» ومؤسس شركة «كابيتال بريور» جيم بريور ومؤسس منظمة «أوداسيتي» سيباستيان ثرون الذي قاد مشروع سيارة «قوقل» ذاتية القيادة. كما أعلنت «مسك» توقيع عدة اتفاقيات مع «سيمنس» و«سيسكو» و«أوداسيتي» على هامش الفعالية وكذلك وقعت أخيرا مذكرة تفاهم مع معهد تكنولوجيا ماساتشوستس لإنشاء مختبر «ميديا لاب».