اللوم هو ما نقوم به حين يصدر فعل أو قول لا نتوقعه من شخص عزيز علينا فإننا نلومه لأننا نظن أنه أكبر وأعقل من أن تصدر منه تلك الأشياء ولومنا له يكون من محبة له، وحتما أنه يعرف أن من قام بلومه هم محبوه، ويملك احترامهم، فاللوم على قدر المحبة. لذلك لن ألوم الإعلام الإيراني الرسمي على ما يقوم به بين الحين والآخر، فبعد الإساءات المتكررة من قبل بعض المسؤولين الإيرانيين على الخليج العربي بدأوا بالهجوم على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وعدم لومي لسببين الأول ذكرته في بداية المقال وهو أمر مفروغ منه، أما السبب الثاني فسأذكره لكم لأنه مقنع أكثر من السبب الأول. لدى العرب في الخليج العربي مثل معروف يرددونه دائما حين يسمعون أحدهم يتفوه بكلام خارج عن إرادته خصوصا حين يشعر بالمرض وتحديدا مرض الحمى وارتفاع الحرارة ويطلقون على نوعية هذا الكلام اسم «هذرة». فهم لا يلومونه لأنهم يعلمون أن لتلك الهذرة سببا معروفا، لذلك فإنهم يستخدمون المثل القائل «يهذري المهذري من حر الصخونة»، لذلك لن نلوم الإعلام الإيراني فقد تسبب الجبير لهم بالحمى والألم حين يواجههم أمام المنظمات الدولية ويكشف زيفهم وادعاءهم بأنهم مظلومون بل إنه أثبت بالحقائق والأرقام رعايتهم للإرهاب طوال عشرات السنين. جميع دول العالم تحارب الإرهاب والمتهم الأكبر في المنطقة العربية هو «داعش» فهم أيضا غير مشمولين بلومنا، فقد نالت أعمالهم الإرهابية الجميع ولكنها لم تقترب من إيران نهائيا، وقبلهم كانت ما يسمى القاعدة فإننا لا نلوم الاثنين على عدم الاقتراب من إيران لأنها هي من صنعتهم ورعتهم وحافظت عليهم طوال سنوات، ومن الطبيعي أن الكلب لا يعض ديد أمه التي أرضعته وتربى بكنفها. أدام الله الجبير ليتسبب بالحمى لكل كاذب ومتربص بالخليج العربي، ولا دام أهل الإرهاب ومن صنعهم ورعاهم.