أحدثت قصيدة الشيخ عائض القرني «الهمزة اللمزة» أصداء وردود أفعال غاضبة، إذ تناول مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي النص بالتنديد والشجب لما وقع فيه القرني من تناقض، كونه يحذر من تأثير نقائض جرير والفرزدق على الشباب الجامعيين وتأثرهم بالسب والشتم. وتطاول القرني بصورة مؤسفة في منظومته وخرج عن النص، فكان كمن ينهى عن خلق ويأتي بمثله أو أسوأ منه. من جهته، لا يعد الشاعر علي بافقيه الشيخ عائض القرني ولا الدكتور العشماوي من «أهل الآداب والفنون والشعر، فهم أصحاب نظم ومنظومات»، وأبدى الشاعر محمد خضر، أسفه أن رأي القرني كان «محدوداً ويختزل النقائض في الشتم والسب بينما الإبداع في العصر الأموي عند النقاد تجاوز مثل هذه القضايا وهو خارج المشهد ولذا هو معذور»، لافتاً إلى أنه «بتطاوله مجدداً في نصه يكون كمن أراد أن يكحلها فأعماها». فيما يذهب الشاعر زكي الصدير إلى أن «هناك رأيا عربيا قديما يقول (ما أخطأ نحويٌ قط). هذه المقولة يمكننا سحبها على عائض القرني، إذ هو وحده من يستطيع تخريج جميع السقطات والتناقضات الظاهرة جداً تحت عناوين فقهية مختلفة التأصيل». وأضاف الصدير «تأتي هذه النتيجة من منطلق رؤيتهم للأشياء بعين الحقيقة المطلقة غير القابلة لتجاور أي رأي بجانبها. لهذا فلا غرابة من تناقضاتهم وازدواجيتهم». ويرى الكاتب المسرحي ناصر العمري أن «أزمة التفاوت بين التنظير والتطبيق أزمة وجودية»، مؤكداً أن «الدكتور عايض القرني لم يستطع النجاة من الأزمة في أكثر من موقف»، وشدد على أن القصيدة التي انتشرت حملت «ألفاظا جارحة ومتجاوزة تؤسس لسلوك نهى عنه الشرع وغير مقبول من رجل له حضوره لدى طيف واسع من المتلقين». فيما يؤكد الدكتور أحمد الهلالي أن «قصيدة (الهمزة اللمزة) للشيخ عايض القرني، قصيدة هجاء مقذع، ومنافرة في التفاخر، ومن مثله في الاعتدال والسماحة تستغرب تلك الألفاظ الخادشة المسفة، فقد خرج فيها الشيخ بعيدا، ولم يسبق أن قرأت قصيدة في الهجاء (حديثا) بفحش هذا النص، وجرأته على (الشتم المباشر المقذع)،، لكن انفعال الشيخ ومباشرته أدت إلى تناقضات بين القصيدة وطرحه ومنهجه، وسمْتِه الذي نعرفه به». ويرى الروائي عمرو العامري «لا أعرف إن كنا سنصنف الدكتور عائض القرني داعيا واعضا وشيخا دينيا؟ أم سنصنفه كشاعر، ويبدو أن الدكتور عائض ليس من كلا الجانبين، وحتى أوضح فإن الدكتور قد أوقع نفسه كثيرا في متناقضات وقضايا وصلت للمحاكم وليس المكان هنا ذكرها، وبالتالي فليست هذه أخلاقيات ولا أدبيات العلماء والذين يتبعهم الآلاف من الأتباع والمحبين، وأحيانا يتبعونهم بالمطلق ودون نقاش»، مشدداً على أن «للعلماء وقارهم ومصداقيتهم وثبات مواقفهم رغم أننا سنظل نحسن الظن بالدكتور ونذكره بالمثل العربي الشهير: لا تنه عن خلق وتأتي مثله». وأضاف «أما إذا أردنا أن نصنفه كشاعر فله أن يقول ما يشاء شريطة الالتزام بالمصداقية ومطابقة الأقوال والأفعال، رغم تحفظنا على شاعرية القرني، وعموما هذا أيضا موضوع آخر، غير أني أعد الدكتور عائض ناظما وليس شاعرا، والشعر شيء مختلف تماما». ..ويصف «الهمزة اللمزة» بأنها «نهج القرآن» سعد الخشرمي (جدة) لم يلبث الداعية الدكتور عائض القرني إلا وقتاً قليلاً، حتى ناقض تصريحه ضد تدريس نقائص الشاعرين جرير والفرزدق في الجامعات السعودية في «أدبي الشرقية» أخيرا، إذ نشر قصيدة «الهمزة اللمزة» الهجائية عبر حسابه على موقع التواصل «تويتر». ما دعا مثقفين وأدباء إلى استنكار أبيات القصيدة، واصفينها ب«النظم» (أي ليست شعراً محضاً)، إذ لا تنطبق عليها المفاهيم النقدية للشعر، والتي تدرس في كليات اللغة العربية. وكان القرني قد قرر عبر حسابه في «تويتر» التبرير مغرداً «قصيدة الهُمزة اللُمزة هي منهج إسلامي نبوي قرره رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله في الصحيح لحسان بن ثابت: «اهجهم وروح القدس يؤيدك»، ويرى القرني أن «منهج القرآن النسف والإبادة والتدمير لأعداء الحق والفضيلة المتسلقين على أعراض الشرفاء الكرماء الصالحين». وأعلن المذيع عبدالرحمن البشري عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل «تويتر» تكليف الدكتور القرني له بقراءة القصيدة، إذ غرّد ب«تشرفت بتكليف من شيخي الأديب الدكتور عائض القرني بإلقاء قصيدته الأخيرة الهُمزة اللُمزة التي نزلت على أرباب الشتم والسب والتهكم والسخرية كالصاعقة»