مرة تلو أخرى يبرهن وزير الخارجية عادل الجبير على أن الدهاء والهدوء وسرعة البديهة التي يتعاطى بها مع مروجي الأكاذيب والشائعات، كفيلة بقلب الطاولة على أصحابها بكلمات معدودة وإجابات مقتضبة، حين جسد على أرض الواقع قوة الدبلوماسية السعودية وثقتها في الرد على كل الأسئلة والاستفزازات أيا كان مصدرها ومهما كانت دوافعها، ولعل الموقف الأخير الذي حدث في ندوة في معهد تشاثام هاوس في لندن حمل دلالة على ذلك، حين حاول صحفي استفزازه بسؤال عن تأخر المملكة ل300 سنة في تعيين وزير خارجية من غير الأمراء، فألجمه برد ساخر «لم يكن هنالك مسمى وزير خارجية قبل 300 سنة أساساً»، ليجعله في لحظة مثاراً لضحك وتندر جميع من في المؤتمر. ورغم كثرة المؤتمرات الصحفية واللقاءات الإعلامية، والمحافل الدولية للوزير الجبير وحساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة، إلا أنه استطاع أن يبرهن على قدراته الاستثنائية وأدواته المتنوعة في عمله الدبلوماسي وتصديه لكل الإساءات والمزاعم ضد بلده، والرد على محاولات بعض وسائل الإعلام الأجنبية المتكررة، التي تتصيد الفرص لتجد لها مدخلاً مسيئا للمملكة عبر استفسارات مريبة لا تخلو من الخبث، فكان في كل مرة يظهر بإجاباته البليغة والمُلجمة، واستطاع في أكثر من محفل ومناسبة أن يقلب الطاولة على بعض الوسائل الإعلامية المعادية، ومن ذلك ما حدث في أحد مؤتمراته الصحفية حين سأله أحد الصحفيين سؤالا تفوح منه رائحة الاستفزاز بأن «إيران جننت السعودية»، إلا أن الإجابة كانت مدوية من الوزير الجبير قبل أن ينتهي الصحفي من عرض استفساره، حين قال «لا يستطيع أحد أن يجنن السعودية فهي تملك قوة الصبر والحكمة والعقل والسلاح». وفي مؤتمر ميونخ للأمن، الذي أقيم قبل أشهر بحضور الوزير الجبير، أراد مراسل صحفي إلصاق ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي بالإسلام، إذ تصدى له الجبير قائلا: إن كل ديانة لديها مرضى نفسيون وشاذون يحاولون أن يختطفوها، مستشهدا بآيات قرآنية على مدى سماحة الدين الإسلامي، وبشواهد من واقع الجماعات المتطرفة التي تنتسب لجميع الديانات.