لو صدقنا مع أنفسنا وامتلكنا شجاعة لقول الحق، لوافقنا الدكتور عبدالله الفوزان بكلمة حق في وضع باطل، الكل سكت عنه وشجعه وطور منه، لأغراض في أنفس البعض ومصالح أخرى. قالها الفوزان إن هناك من ينمي مشاهير هم أقرب للفقاعات، سرعان ما تتفرقع بمجرد ظهورها، ووقوف بعض الهوامير وأصحاب مصالح تعلقوا بأولئك المشاهير، ومن يدعون أنهم أصحاب مهنية إعلامية، في مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تجمع وتسمح لكل متسلق باسم إعلامي ومعلن بصناعة نجاح زائف، وما يفاقم الأمر هو الأعداد المهولة من المتابعين لهذه الشخصيات وعمل حسابات عدة بأسمائهم، وجمع صورهم التي هي أقرب للاستعراض من المهنية. وما لاحظناه في الآونة الأخيرة يحزن القلب، ويجعل من تفكيرنا محط اتهام لحجره في سجن الخرفنة، وما نلمسه في مواقع التواصل الاجتماعي أو على منابر إعلامية من إشهار وتنفيش في الريش لهذا المشهور يجعلنا على يقين أننا على هاوية من الانحدار في تقييمنا لقشور لا تسمن ولا تغني من جوع، وما صب الاهتمام على ذاك العلم المزعوم، إلا ما يزيد الكارثة، فأصحاب المهنة والمبادئ رفعت مكانتهم على الرف وأصبحوا «دقة قديمة». وما بزوغ شمس الشهرة وانصباب الألقاب الكبيرة والتكريمات بشتى أنواعها إلا دليل على مساهمة تلك الجهات مع هذه الفقاعات في الاغترار بأنفسهم وزيادة أنشطتهم، ليتم مسح كل تفكير في الشكليات التي يعتمدون عليها خلال مسيرتهم في جذب الناس لتشجيعهم، أو وضعهم مكانة عالية في الترويج عن منتجاتهم كمعلنين لهم. وللعلم المتابعون لا يزيدون إلا من أجل متابعة تلك التفاصيل الدقيقة لمسار حياتهم، لدرجة أنهم يصورون أنفسهم في كل صغيرة وكبيرة ويتكلمون عن أدق التفاصيل. وهذا للأسف الشديد يدعم من قبل جهات إعلامية ويقابل بالتصفيق من مجتمع ساعد على انتشار مفهوم خاطئ لمعنى المشهور، ويؤذي أجيالا كثيرة بفعل ترسخ فكر سطحي.