فيما يستأثر النجوم السعوديون بالنصيب الأوفر من الجماهيرية والمتابعة في الخليج والعالم العربي، ويشكل حضورهم الفني على مستوى سوق الإنتاج رقماً صعباً بما يفوق 50% من إجمالي حضور بقية الجنسيات، يغيبون وبشكل مثير للتساؤل عن منصات أهم برامج المسابقات الغنائية على القنوات العربية، خصوصا السعودية منها، وفي مقدمتها MBC التي يبدو غريباً فيها أن يغيب عن منصات أهم ثلاثة برامج فيها نجوم الغناء السعودي بكل قيمتهم وتاريخهم، رغم اكتساحهم سوق الألبومات والأعمال الفنية في الربع قرن الماضي على الأقل. فالشواهد تحفز على التساؤل «من حجب شمس السعوديين في سماء لجان تحكيم برامج المواهب الغنائية؟!، وهل غيبوا بفعل فاعل أم أنهم غابوا طوعاً؟». هذه التساؤلات تبدو مشروعة بالنظر إلى واقع ما تنتجه محطة MBC العريقة، فثلاثة برامج موسمية تنتجها المحطة السعودية هي «آرب آيدول» و«إكس فاكتور» و«ذا فويس» تخلو تماماً من أي وجود سعودي ولو من قبيل المجاملة، كما يحدث مع بعض الأسماء التي تصدرت طاولة التحكيم وهي أقل بكثير من أسماء محلية موجودة على خارطة الفن من سنوات. تبدو الصورة واضحة مع دخول برنامج «عرب آيدول» موسمه الرابع، إذ تعاقب عليه كل من «اللبنانيين راغب علامة ووائل كفوري ونانسي عجرم» وشاركتهم الإماراتية أحلام والمصري حسن الشافعي، أما «إكس فاكتور» فتعاقب عليه «اللبنانيان إليسا ووائل كفوري وكارول سماحة وراغب علامة»، وشاركهم الإماراتي حسين الجسمي والمصرية دينا. فيما أن برنامج «ذا فويس» وجد فيه اللبناني عاصي الحلاني والمصرية شيرين والتونسي صابر الرباعي والعراقي كاظم الساهر، أي ما مجمله ثمانية مقاعد في لجان التحكيم من لبنان لستة فنانين وفنانات. وعلى أن المشاهد السعودي وبالإحصاءات والأرقام يشكل الهدف الأسمى للمعلنين ومنتجي البرامج الغنائية والمنوعة، وأرقام المشاهدة من داخل السعودية هي الأعلى وفقا لإحصاءات موثوقة، إلا أن نجوم الغناء السعودي لم يحظوا بأي حضور. يقول الإعلامي المختص بالشؤون الفنية فهد زيدان «يحز في النفس أن يسقط الفنان السعودي من حسابات هذه البرامج، وهو ما يفسر وصول أصوات كبيرة غير سعودية إلى المراحل المهمة، وبالتالي سقوط العدد المحدود جداً من السعوديين أمامهم»، ويضيف «نشعر بأن هناك ما يثير الريبة فليس معقولا أن لا نجد سعودياً واحداً على خشبة آرب أيدول مثلاً، بل إن ما يثير الدهشة أن كل خريجي تلك البرامج بعد خروجهم تدعمهم شركة سعودية وتبحث لهم عن أغان سعودية وينجحون بها». ويضيف «ألا يوجد غير اللبنانيين حتى نشاهدهم يتبادلون الأدوار بين آرب آيدول وذا فويس واكس فاكتور». «أين الفنانون السعوديون؟».. سؤال لا يمكن تجاهل الإجابة عليها إلا عمداً، ومن يريد إقصاء الفن السعودي من قنواته التي ما زلنا نؤمل أن تدعمه وتنصفه كما يليق به، وترك المجال لمجاملة أصوات دون المستوى فليس منطقياً أن لا يجد السعوديون ولو مقعدا واحدا بين أكثر من 30 مقعداً جلس عليها محكمو هذه البرامج في خمس سنوات تقريباً، وبعضهم يتنقل من برنامج لآخر.