يقترب العماد ميشال عون من قصر الرئاسة في بعبدا بعدما ألقى عليه سعد الحريري عباءته. الجنرال إلى قصر بعبدا الذي قُصف من قبل الجيش السوري في أكتوبر عام 1990 ليتم إخراجه منه وإنهاء حالة تمرده كما كان يقول عنه خصومه، وها هو يقترب من باب القصر في أكتوبر 2016. ستة وعشرون عاماً فصلت الجنرال بين مغامرتين وما بينهما فرار ونفي ومعارك وتحالفات، ستة وعشرون عاماً حاول فيها الجنرال المتخصص بسلاح المدفعية أن يجلس في قصر الرئاسة ببذته العسكرية ففشل، وها هو يحاول الآن مرة ثانية ببذة رسمية وربطة عنق لكن مع تحالفات مشبوهة ومتشابكة تبدأ من طهران وتنتهي في بيت الوسط ببيروت، تحالفات مع الدويلة غير الشرعية وانتهاء مع أصحاب شعار العودة إلى الدولة. ستة وعشرون عاماً من السياسة خاضها عون بحلوها ومرها وقبلها محطات ساخنة من اغتيال معروف سعد عام 1975 إذ كان المسؤول العسكري للجيش اللبناني في صيدا وصولاً إلى حرب الإلغاء التي فرقت ومزقت الجبهة المسيحية في لبنان. الجنرال يطرق باب القصر، فهل يفتح له؟ فؤاد السنيورة قال معلقاً: «سنونوة واحدة لا تصنع ربيعاً»، فيما النائب وليد جنبلاط تحدث عن كلمة سر مشفرة من خلال تغريداته المرمزة. أما نبيه بري فلوّح بحرب أهلية مع إحياء لتحالفات بائدة. وهكذا سيكون عون على أبواب قصر بعبدا عام 2016، الزمن تغير ولكن الجنرال لم يتغير، مستعد للصدام مع الجميع، نعم الجميع دون استثناء، ألا تذكرون كيف اصطدم مع أنصاره في مطار بيروت عند عودته عام 2005 ووقف صارخاً مزمجراً كما اعتاد أن يكون وأيضاً كما سيكون!.