لماذا السائق غير سعودي بشركات الليموزين التي تتنافس بمزايدات بكل شيء غالٍ وثمين فهي تضع أفخم السيارات بأفضل ديكورات للحصول على ترخيص العمل في المطارات؟ لأن السائق غير السعودي قد يزيد الفرق في التكلفة، ولهذا أطلب من المطارات ووزارة النقل، لأهمية النقل للأمن العام والاجتماعي والاقتصادي بتعديل التراخيص وفرض سعودة للسائقين بنسبة 50% وعلى ألا يقل راتب السعودي عن 5 آلاف ريال سعودي وهذا سيتيح ما لا يقل عن 10.000 وظيفة على مستوى الوطن. ولا بد من دعم سائقي الليموزين بأن تكون معاملتهم في التنظيم والترتيب لا تقل عمّا يمنح للشركات ذات رؤوس الأموال الضخمة، على عكس سائق الليموزين المواطن الشريف الذي تكون سيارته بالتقسيط وهي رأس ماله الوحيد سواء كان عمله هذا أساسيا أو إضافيا لتحسين دخله الذي تحتاجه أسرته، والسائقون وراءهم أكثر من عشرين ألف أسرة وجميعهم يحتاجون فرصة العمل الشريف في مناخ داعم وملائم ولهم كل التقدير والاحترام والدعم في ظل المنافسة الأكبر والأخطر من كريم وأوبر القادمين بقوة إلى الواقع السعودي. وأنطلق إلى الحديث عن أهمية النقل للأمن العام والاجتماعي والاقتصادي من خلال دور السائق الذي يعمل لخدمة الأسرة، فإذا لم يتوفر السائق فإنه قد لا يستطيع رب العمل أو الموظف الانتظام في دوام الصباح حتى يفى ببرنامجه في إيصال الأطفال للمدارس والزوجة للعمل ويتوقف انتظامه في العمل والدوام على برنامج إعادتهم للمنزل مع الإرهاق الجسدي والفكري له، وفي نظري لعل هذا من أهم أسباب انعدام أو انخفاض مستوى الإنتاجية لموظف القطاع العام وحتى الخاص، والبديل اقتطاع ما لا يقل عن 750 إلى 3.000 ريال من راتب أو دخل الموظف والأسرة لأجل مهمة السائق. بدون السائق.. الوزير ورئيس الشركة وعوائلهم لن يذهبوا إلى أعمالهم في مواعيدهم، وأبناؤهم لن يتمكنوا من الذهاب للمدارس وإن وصلوا إليها فبالهم ليس فقط مشغولا في قرب لحظة القيام برحلة العودة للمنزل بل أيضاً في مشاوير العائلة بشكل عام. والسائق معني بنظافة السيارة، بل والمنزل وشراء الأغراض المنزلية والمياه، ولديه من المسؤوليات التي ربما تجعله شريكا لرب الأسرة في القيام ببعض واجباته حتى يتمكن من القيام بواجبه الأساسي للعمل لأجل الرزق. واقع حقيقي نعيشه لانعدام المواصلات العامة وعدم الاستعداد اللوجستي والاجتماعي لقيادة المرأة وعدم الاهتمام بالآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للنقل والمواصلات داخل المدن وكلها بحاجة لمراجعة ترتكز على أهمية السائق وصاحب الليموزين وتوطين صناعة النقل وتحسين اقتصاداتها لتستوعب أكثر من 50 ألف وظيفة جديدة للمواطنين علاوة على أثرها في إنتاجية معظم العاملين في القطاعين العام والخاص.