اتخذ سباق الرئاسة في مصر منحى مثيرا يوم السبت عندما استبعدت السلطات مرشحين بارزين من بينهم مدير المخابرات في عهد حسني مبارك ومرشح ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين وواعظ سلفي حذر محاميه من ان "ازمة كبرى" تلوح في الافق. وتمثل انتخابات الرئاسة ذروة تحول الى الحكم المدني يقوده المجلس العسكري الذي تولى السلطة من مبارك في 11 فبراير شباط 2011 في أوج الانتفاضة ضد حكمه الذي استمر 30 عاما. ومن المقرر ان يسلم المجلس العسكري السلطة للرئيس المنتخب في اول يوليو تموز. وتزيد هذه الاستبعادات من اثارة مرحلة انتقالية تخللتها اعمال عنف وتشهد الان تنافسات سياسية مريرة بين الاسلاميين الذين كانوا محظورين في الماضي واصلاحيين ذوي توجهات علمانية وفلول نظام مبارك. وقال فاروق سلطان رئيس لجنة انتخابات الرئاسة لرويترز انه تم استبعاد عشرة من المرشحين البالغ عددهم 23 من السباق. وامام المستبعدين 48 ساعة للتظلم. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل استبعد لان والدته تحمل الجنسية الامريكية مؤكدة تقارير سابقة نفاها بشدة ابو اسماعيل الذي يقول انه ضحية مؤامرة. وقالت الوكالة "تبين أن استبعاد حازم صلاح أبو اسماعيل قد جاء في ضوء التأكد بموجب أوراق ومستندات رسمية تفيد حصول والدته على الجنسية الامريكية." وقال نزار غراب محام أبو اسماعيل "أتوقع ازمة كبرى قد تحدث في الساعات القليلة المقبلة." وكان خيرت الشاطر عضو جماعة الاخوان المسلمين من بين المستبعدين يوم السبت ايضا. وقال المتحدث باسمه انه سيطعن في هذا القرار. وقال متحدث باسم عمر سليمان مدير المخابرات في عهد مبارك والذي عين ايضا نائبا للرئيس في الايام الاخيرة من حكم مبارك انه سيطعن ايضا في القرار. وسيؤدي استبعاد ثلاثة من كبار المرشحين فيما يوصف بأول انتخابات رئاسية حقيقية في مصر الى اعادة رسم الخريطة الانتخابية قبل بضعة اسابيع فقط من بدء الانتخابات في مايو ايار. ومن المتوقع ان تدخل الانتخابات مرحلة ثانية بين اكبر مرشحين حصلا على اصوات. ومن بين المرشحين البارزين الاخرين عمرو موسى وهو امين عام سابق للجامعة العربية ووزير خارجية مصر سابقا وعبد المنعم ابو الفتوح الذي فصل من جماعة الاخوان المسلمين العام الماضي عندما قرر خوض انتخابات الرئاسة. وابو اسماعيل هو الاكثر تشددا من بين الاسلاميين الذين يخوضون انتخابات الرئاسة. وحاصر انصاره يوم الجمعة مقر لجنة الانتخابات مما اجبرها على اخلاء المبنى وتعليق عملها. وتتولى قوات امن حراسة المبنى. واقام ابو اسماعيل قاعدة تأييد مفعمة بالحماس من خلال مزج الحماس الثوري بالسلفية المتشددة. وقال ابو اسماعيل في تصريحات نشرت على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ان لجنة انتخابات الرئاسة خرقت كل قواعد القانون وانه اذا كان القرار الرسمي هو خرق الدستور فيتعين عليهم ان يكونوا قادرين على تحمل النتائج. وخيم الشك على ترشيحه منذ ان قالت لجنة الانتخابات انها تلقت اخطارا من السلطات الامريكية بان والدته الراحلة كانت تحمل جواز سفر امريكيا وهو وضع يجعله غير مؤهل لخوض الانتخابات. وخرج انصار ابو اسماعيل الى الشوارع في احتجاجات للتحذير من اي خطوة لاستبعاده. وينفي ابو اسماعيل ان امه كان تحمل جنسية مزدوجة. وفي واشنطن لم يكن لدى وزارة الخارجية الامريكية تعليق على استبعاد المرشحين العشرة ومن بينهم ابو اسماعيل. وكما هو الحال بالنسبة للشاطر فقد كان ترشيحه محل شك بسبب ادانات جنائية له في الماضي ينظر اليها على نطاق واسع بان السلطات لفقتها بسبب انشطته السياسية. ودخلت جماعة الاخوان المسلمين التي اسست عام 1928 الى قلب الحياة العامة منذ اسقاط مبارك . ومع توقع استبعاد الشاطر دفعت الجماعة بمحمد مرسي زعيم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة كمرشح احتياطي . وقال مراد محمد علي مدير حملة الشاطر "لن نتنازل عن حقنا لخوض الانتخابات. "هناك من يحاول اعادة انتاج النظام القديم والقفز على اخر مرحلة فى هذه الفترة الانتقالية." وكان الشاطر قد وصف القرار الذي اتخذه سليمان في اخر دقيقة لدخول السباق بانه اهانة للمصرين الذين ثاروا ضد مبارك. ويقول سليمان انه رشح نفسه للحيلولة دون تحول مصر الى دولة دينية. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان سليمان استبعد بسبب عدم حصوله على تأييد ألف ناخب في احدى المحافظات. ويلزم لترشح المستقل تأييد 30 عضوا منتخبا على الاقل في البرلمان أو 30 ألف ناخب في 15 محافظة على الاقل على ألا يقل عدد المؤيدين في المحافظة الواحدة عن ألف ناخب. وقال حسين كمال - وهو من كبار مساعدي سليمان - لرويترز ان حملة سليمان ستطعن أيضا في قرار اللجنة. وقال "هناك تظلم سنقدمه حسب القانون للجنة. نعم يمكن استكمال التوكيلات الناقصة. "عمر سليمان سيسلك الطريق القانوني للرد على هذا القرار لاستبعاده."