يشهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ظهر اليوم مراسم توقيع عقد إنشاء كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق والأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة الذي تنفذه جامعة أم القرى بتمويل من شركة بن لادن السعودية وكذلك توقيع عقد أول مشروع استثماري لموقع الجامعة بزهرة كدي مع صندوق استثمار التعليم العالي الجامعي بحضور عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي رؤساء الدوائر الحكومية بمنطقة مكةالمكرمة وذلك بقاعة الملك فيصل بالمدينة الجامعية بالعابدية. وقال مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أن الكرسي الذي سيستمر خمس سنوات سيسهم في حل واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا وهي المناطق العشوائية التي لها أبعاد أمنية واجتماعية وإنسانية وخدمية وعمرانية وسيشتمل على تنظيم العديد من حلقات العمل والندوات والمحاضرات التوعوية التي تبين أضرار العشوائيات وتوضح الإيجابيات من تطويرها. وأفاد أن الجامعة تشهد حراكاً علميًا وبحثيًا في مجال الكراسي العلمية من خلال مجهودات وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي التي تشرف حاليًا على ستة كراسٍ علمية متمثلة في كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لإسكان الحجاج، وكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة، وكرسي البر للخدمات الإنسانية، وكرسي جميل خوقير لأمراض سرطان القولون، وكرسي الدكتور محمد عبده يماني لإصلاح ذات البين، وكرسي أبناء يحيى ومشعل الزايدي لأمراض المفاصل والروماتيزم، بالإضافة إلى قيام الجامعة بوضع الاستعدادات لتنفيذ كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم الذي حظيت جامعة أم القرى مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية بشرف تنفيذه، مؤكدًا أن جميع الكراسي تدار بكل جدارة واقتدار من قبل نخبة من الكوادر العلمية بالجامعة المؤهلة. ومن جهته أوضح وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك في تصريح مماثل أن كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة يهدف إلى التوثيق العلمي لجميع مراحل مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة وإبراز كافة جوانبه الإدارية والفنية (الهندسية والعمرانية) والتنظيمية والإنسانية والأمنية والاقتصادية، والتأصيل العلمي والبحثي لأفضل الممارسات في تطوير المناطق العشوائية محليًا وعالميًا. كما يهدف الى نقل المعرفة من الجامعة بخبراتها العلمية والبحثية إلى المجتمع والجهات ذات العلاقة، والارتقاء بالوعي العام لدى المجتمع المحلي بطبيعة المشكلة وآليات الحل علاوة على تطوير أدوات وتقنيات التعامل مع المناطق العشوائية، وآليات ومنهجيات الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص لتطوير المناطق العشوائية . تأصيل التجربة وبيّن أن هناك العديد من الأنشطة والبرامج المتعلقة بمجال الكرسي تتمثل في إجراء بحوث علمية بمشاركة محلية وعالمية في عدة موضوعات منها دراسة منهجيات وآليات التعامل مع المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة ودراسة الممارسات المحلية والعالمية في التعامل مع المناطق العشوائية عن طريق البحث العلمي، وتحليل الوضع الراهن الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والعمراني للمناطق العشوائية بمكةالمكرمة، وإيجاد معايير مبنية على أسس علمية لتقييم بدائل تنمية وتطوير المناطق العشوائية، كما سيقوم بالنشر العلمي في مجال تطوير المناطق العشوائية وعقد عدد من الندوات وورش العمل بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين من أجل عرض التجارب المحلية والعالمية وتبادل الخبرات وعرض جهود الجهات المختلفة في تطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة ونتائج تلك الجهود، وعرض أوراق عمل مخرجات البحوث العملية التي يجريها الكرسي، بالإضافة إلى إيجاد معايير مبنية على أسس علمية لتقييم بدائل تنمية وتطوير المناطق العشوائية. وفيما يخص المشروع الاستثماري للجامعة بمنطقة زهرة كدي قال معالي مدير جامعة أم القرى: إنه يقع على مساحة إجمالية قدرها 248 ألف متر مربع وقد روعي في أعماله التصميمية الدمج بين الاتجاهات الحديثة في البناء والأصالة في النمط المعماري الخاص بمكةالمكرمة والبيئة الإسلامية، بحيث تكون مبانيه معبرة عن جوهر أصالة المنطقة والبعد التاريخي لها، وتحمل روح المعاصرة والتطور الذي تشهده المنطقة والرؤية المستقبلية لها نحو العالم الأول، ولفت النظر إلى أن المشروع يتكون من مجمع إداري للمكاتب والخدمات التجارية وهو عبارة عن برج مكون من خمسة وعشرين طابقا بمساحة تزيد على أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع، ملحق به مساحات خصصت مواقف للسيارات وأخرى لخدمات المبنى، كما يضم المشروع برجًا بارتفاع ستة وعشرين طابقًا ويحتوي على شقق سكنية للاستخدام (طويل المدى)، والمشروع مزود بمناطق مخصصة لمواقف السيارات والحدائق، وقد روعي في تصميمه المحافظة على خصوصية السكان بجميع مرافقه إلى جانب اشتمال المشروع على مجمع للمباني السكنية مكون من ستة أبراج كل منها من أربعة وعشرين طابقًا متكررًا بمساحة 900 متر مربع تقريبًا لكل طابق، ومبنى للشقق الفندقية (خصص للتأجير الاستثماري قصير المدى) بارتفاع ثلاثة عشر طابقًا وعلى مساحة تقدر بأكثر من ستة آلاف متر مربع، كما يتضمن المشروع ثلاثة أبراج فندقية فئة (خمس نجوم) بارتفاع ثمانية وعشرين طابقاً لكل منها، بالإضافة إلى ثلاثة طوابق أخرى (أرضي وميزانين وطابق للمطاعم) بمساحة تبلغ أكثر من ثمانمئة متر مربع، وتحوي الأبراج الفندقية مجمعات تجارية ومراكز للتسوق تتصل بالفندق في الطابق الأرضي ومواقف للسيارات وأماكن للترفيه ومطاعم وأماكن لألعاب الأطفال، إضافة إلى مجمع لخدمات المنطقة السكنية يضم مركزًا اجتماعيًا وترفيهيًا لخدمة السكان على مساحة أكثر من ألف وثلاثمائة متر مربع.