اندلعت الاشتباكات مجددا امس بين القوات الحكومية وقوات قبلية معارضة في العاصمة اليمنية صنعاء. واندلع القتال عندما قصفت القوات الحكومية منطقة الحصبة شمال صنعاء معقل الزعيم القبلي المنشق صديق الأحمر طبقا لسكان محليين. ولم يكن هناك تفاصيل فورية عن سقوط ضحايا. وتأتي أعمال العنف قبل ساعات من اجتماع لجنة أمنية شكلت بموجب اتفاق نقل السلطة أشرفت عليه الأممالمتحدة السبت للتخطيط لإزالة المتاريس والمسلحين من الشوارع. وفي الوقت نفسه حذر مبعوث الأممالمتحدة لدى اليمن جمال بن عمر من عرقلة تنفيذ اتفاق نقل السلطة بوساطة خليجية والذي وقع الشهر الماضي . وبموجب الاتفاق وافق الرئيس علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن لمدة 33 عاما على الاستقالة مقابل حصانة من المحاكمة. وكان بن عمر قد قال للصحفيين في صنعاء الجمعة إن مجلس الأمن الدولي يراقب عن كثب العملية في اليمن. وأضاف أن الأممالمتحدة تتطلع إلى رؤية اليمن بشوارعه ينتمي للشعب وليست الميليشيات والجماعات العسكرية. وتعصف مظاهرات مناهضة للحكومة بالبلد الفقير منذ شباط/فبراير الماضي. ونقلت صحيفة يمنية مستقلة امس عن مصادر مطلعة أن تقرير المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن، سيتضمن مقترحا بتشكيل لجنة دولية وارسالها الى البلاد لمراقبة مستوى تنفيذ المبادرة الخليجية وقرار المجلس رقم 2014 من قبل مختلف الأطراف السياسية. وذكرت يومية "الأولى" أن مصادر على صلة بالمشاورات التي أجراها بن عمر في صنعاء مع أطراف في الائتلاف الحاكم، قالت إن "بن عمر توصل، إلى استنتاجات أبرزها ضرورة استمرار المجتمع الدولي بالمراقبة والضغط بشكل حثيث لضمان التزام كافة الفرقاء بعدم التنصل من التزاماتهم أو الخروج على اتفاق المبادرة الخليجية". وأضافت أن بن عمر اقترح " تشكيل لجنة دولية وإيفادها إلى صنعاء للمتابعة عن قرب"، مشيرة الى أن أحزاب " اللقاء المشترك" دعمت فكرة المبعوث الدولي. وأوضحت المصادر أن مشاورات بن عمر مع الأطراف الدولية من سفراء الدول الدائمة العضوية أفضت إلى إقناعها بتشكيل هذه اللجنة. وأشارت الى أنه من المرجح أن يتم تشكيلها على هامش اجتماع مجلس الأمن الذي ينعقد غداً الإثنين لمناقشة تقرير بن عمر. وكان مجلس الأمن مدد مهمة بن عمر في اليمن والمتواجد حاليا في صنعاء بعد أن تم تأجيل اجتماع للدول الأعضاء كان مقررا عقده في 28 من نوفمبر/ تشرين الماضي. الى ذلك بدأت لجنة عسكرية يمنية امس اعادة الوضع الى طبيعته في العاصمة صنعاء عبر ازالة نقاط المراقبة والحواجز التي اقيمت خلال اشهر من الاحتجاجات ضد الرئيس علي عبد الله صالح. وقال مراسل لوكالة فرانس برس ان جرافات شوهدت وهي تزيل اكياسا من الرمل شكلت دشما حول مقر مركز للمخابرات قريب من صالح، باشراف اعضاء اللجنة المشتركة التي شكلتها الحكومة بقيادة المعارضة. وشهدت المناطق المحيطة بهذا الموقع مواجهات بين الموالين لصالح والمتظاهرين الذين قدموا من ساحة التغيير. وقال ضابط في وحدة عسكرية في شارع الستين "تلقينا اوامر بالانسحاب من المنطقة بناء على تعليمات من اللجنة العسكرية". وكانت اللجنة العسكرية اليمنية التي يرأسها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي قررت انهاء المظاهر المسلحة في البلاد اعتبارا من السبت وفي غضون اسبوع. وتشمل هذه الاجراءات عودة القوات المسلحة الى الثكنات والمسلحين القبليين الى قراهم.